عقد “عميد” الفلسطينيين في سورية, الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني, خالد الفاهوم في مكتبه في دمشق امس اجتماعا حضره رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية رئيس حركة “فتح” فاروق القدومي ورئيس المكتب السياسي لـ “حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس” خالد مشعل والامين العام المساعد لـ “حركة الجهاد الاسلامي” زياد نخالة وممثلا الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر وفهد سليمان والمسؤول الثاني في “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة” طلال ناجي خالد الفاهوم.

وصرح الفاهوم لـ“صدى البلد” ان الاجتماع تناول مختلف القضايا التي تهم البيت الفلسطيني وتم التركيز على تمتين وضع منظمة التحرير وتقويتها في وجه الاحتلال والاصرار على الوحدة الفلسطينية. وأكد الفاهوم على ان “حماس” و“الجهاد” لم ترفضا بعد بشكل نهائي المشاركة في حكومة وحدة وطنية فلسطينية وان الموضوع قابل للنقاش. وأشار الفاهوم الى ان المجتمعين اتفقوا على لقاء لجميع الفصائل في القريب العاجل في القاهرة, وأكد ان سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سيزور دمشق الأسبوع المقبل للقاء قادة الفصائل الفلسطينية لإعادة تشكيل المجلس الوطني وإجراء المشاورات من أجل هذا الغرض.

ولفت الفاهوم الى ان الفصائل ناقشت مع القدومي العمل الجماعي من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية وتشكيل لجنة متابعة ودراسة الميثاق الوطني والوضع المالي والوضع التنظيمي. واشار الى ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “أبو مازن” يصل ظهر اليوم الى دمشق للقاء القيادة السورية وقادة الفصائل من أجل التشاور والتنسيق معتبراً ان دمشق لا تزال تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية. وأعلن الفاهوم ان الرئيس السوري بشار الأسد سيدعو عباس وقادة الفصائل كافة الى غداء عمل غدا الخميس يلفت فيه اهتمام سورية بالقضية والشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاته.
وقالت مصادر فلسطينية لـ"صدى البلد" ان القدومي سيغادر دمشق قبل وصول أبو مازن اليوم, واضافت ان هناك شبه اتفاق على ان يبقى القدومي صاحب القرار في اختيار السفراء الفلسطينيين في الخارج بالتشاور مع أبو مازن على ان يتم حسم قرار ان يمثل السلطة في اجتماعات القمم والمؤتمرات والمحافل الدولية ناصر القدوة في حال تعذر حضور أبو مازن القمم العربية بشكل خاص.
وتؤكد زيارة عباس تحسن العلاقات بين دمشق والسلطة الفلسطينية. ويجري المسؤول الفلسطيني صباح غد محادثات مع الرئيس الاسد تتناول العلاقات الثنائية وعملية السلام في الشرق الاوسط. وكان الاسد وعباس التقيا في كانون الاول 2004 في دمشق, قبل انتخاب عباس رئيسا للسلطة, وذلك في زيارة هدفت الى انهاء عقدين من العلاقات المتشنجة بين سورية والمنظمات الفلسطينية القريبة من الزعيم الراحل ياسر عرفات. وتدهورت العلاقات بين دمشق وعرفات بعد توقيع اتفاق اوسلو بين اسرائيل والفلسطينيين عام 1993 والذي نددت به دمشق كونه يؤسس لسلام منفصل.

واوضح جبريل الرجوب مستشار الامن القومي لدى الرئاسة الفلسطينية ان عباس سيتوجه بعد دمشق الى بيروت حيث يجري محادثات مع الرئيس اللبناني اميل لحود ويلتقي ممثلين للاجئين الفلسطينيين والمنظمات الفلسطينية في لبنان.

وجدد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع “ابو علاء” امس الدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية, وقال خلال اجتماع الحكومة الاسبوعي في رام الله: «ندعو بكل مسؤولية لحكومة وحدة وطنية، فنحن على مفترق طرق وامام مخاطر أو انجازات جدية». واضاف: «هذه الدعوة ليست تكتيكية بل عمل استراتيجي وليس لها علاقة بالانتخابات او بخلافات داخلية». واكد رئيس الوزراء ان حكومته «ستستمر في الحوار مع مختلف الفصائل لمناقشة هذه القضية».

وجاءت تصريحات قريع غداة اعلان حركة “حماس” رفضها لدعوة المشاركة في حكومة وحدة وطنية, وتقول في المقابل انها مستعدة للمشاركة في لجنة وطنية للاشراف على قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من هناك في شهر آب المقبل.

مصادر
صدى البلد (لبنان)