لا أستطيع أن أفهم من دعوة أحد الأحزاب الكردية السورية لاستحداث محافظة في قضاء القامشلي غير أنه بداية المسلسل من المطالب التي ستنتهي حتما بطلب حق تقرير المصير.
يبدو أن الأحزاب الكردية في سورية تبطن غير ما تظهر . فهي في العلن لا تتعدى مطالبها الحل الديمقراطي لما تعتبره القضية الكردية في سورية، لكني حتى الان لا اعرف عن هذه القضية شيئا غير أنها مطالب مشابهة لما تطرحه المعارضة السورية لكنها تتوارى خلف دعوة عرقية يقترب بعض طارحيها بدعوتهم من العنصرية و يبتعد أخرون بحسب الجهة الطارحة.

مصطلح القضية الكردية هو في أصله استفزازي لأنه يميز عرقا لا يعدو كونه أقلية بميزات خاصة و يصبغه بشعارات النضال و التضحية و الفداء............الى أخر هذه الشعارات التي يمطرنا بها أكراد العراق عندما يتكلمون عن فترة صدام حسين و دورهم فيها.
ما يطالب به الأكراد في سورية ليس ببعيد عن تحريض اكراد العراق و الذين قد أقتربوا بشكل كبير من الدولة المستقلة.
لا أستطيع أن أفرق بين الدعوة الى محافظة في القامشلي و حلم الاتصال الجغرافي بين أكراد العراق و اكراد سورية.
البعض حاول أن يربط بين ما جرى من هجوم أمريكي على تلعفر التركمانية و حلم الاتصال الجغرافي مع اكراد سورية.
تعتبر تلعفر عائقا مهما في سبيل تحقيق مثل هذا الحلم فموقعها المهم في مثلث الحدود السورية العراقية التركية يجعل منها حاجزا بين الأكراد في سورية و العراق هذا ان استثنينا تركيا الحليفة لأمريكا و الأقل تهديدا من قبل المطامع الكردية.

الاتهام بالعنصرية الذي يحاول الاكراد الصاقه بالعرب تهمة مردودة على اصحابه فما شهدته كركوك العراقية و بعض أقضية الموصل و ما حاولوا لاحقا فعله في تلعفر لولا الخوف من التدخل التركي لصالح التركمان دليل عل العنصرية التي يمارسها الطرف الاخر.
تكوين محافظة ذات طابع كردي في سورية هو خطر على وحدة سورية المهددة أساسا من الأكراد ولاحقا من البقية الطامعين فيها.
الخطوة التالية بعد المحافظة هي الحكم الذاتي و هي التفسير الوحيد للحل الديمقراطي للقضية الكردية.

الحل الديمقراطي يعني بكل بساطة اللجوء الى الصندوق و ما يمكن ان تؤول اليه نتيجة الصندوق وسط أجواء مشحونة بالعصبية العرقية العمياء.

ما يحاول أكراد سورية فعله هو بالتحديد ما قام به أكراد العراق و ان بصورة أقل.
اليوم محافظة و غدا حكم ذاتي ولاحقا حق تقرير المصير.

ملاحظة:
أخيرا و بعد أن أعلن عن تجمع للمعارضة في سورية و اتفاقه على أجندة ظهر حزب بيكيتي الكردي ليعلن أنه غير معني بما حصل لأن ما تم الاتفاق عليه يتجاهل المطالب العادلة للكرد على أرضهم التاريخية و التي تضمنها الدساتير الدولية و القانون الدولي رغم أن ما تم الاتفاق عليه يضمن حقوق الأكراد الثقافية والسياسية ضمن الوطن و الاعلان جاء بمشاركة كردية.
و السؤال هنا مذا يريد الأكراد في سورية أو بعضهم على الأقل و هل النمذج العراقي بدأ يتسلل الى مخيلة البعض؟

مصادر
مرآة سوريا (سوريا)