لا يمكنني التفكير أكثر بما كنت أبحث سابقا عنه.. الحرية التي ورثناها من الرائدات أو الرواد أو الذين كتبوا عن المساحات الضائعة من حياة الأنثى، لأن الحرية لم تكن يوما مطليا أنثويا، وهي اليوم تشهد أكبر حملة ضمن ديمقراطية تتكسر فوق ظهورنا.

ربما ولأول مرة نشهد "ديكتاتوريات" ديمقراطية، تفهم الحرية على شاكلتها ومستعدة لخوض الحروب وفق أعتى الثور لأنها تريد فرض الحرية بعمليات الخطف، وتدمير "النظم الثقافية، فأنا لست راضية عن كل أشكال العبودية أو حتى الثقافة التي ترسمني بغطاء من السواد، لكنني في نفس الوقت أعجو عن فهم "القيم" التي جعلت "الحرية" استلابا للآخر، ومنحت "حرية الصحافة" لأشكال أصبحت مع زمن باصفرار التراث.

في مساحة الحرية المختلطة اليوم لا أعرف إلى أين أذهب، فكل الدروب تنهي "التفاعل" الثقافي والاجتماعي، وكل المحاولات يمكن أن تصبح جدولا يرسم بطريقة "المدرسة" فتوضع الملاحظات كي أدخل نادي الأحرار أو السبايا، وربما استطيع إعادة رسم نفسي في مساحة خاصة تتداخل مع ألوان التعليقات التي تعيد فرزي كل ساعة ثم أشعر بالاحباط أنني موجودة خارج الزمن الذي يريدنه لي.

وهم الحرية التي تلاحقني اليوم هي في النهاية قدرتي على تكوين ما أريد، ثم بناء عالمي على صورة لا يمكن نسيانها، لأنها قائمة على "التعايش" الثقافي بدل عمليات القطع التي تمارسها السياسة اليوم داخل المجتمعات والدول. ووهم الحرية قادرة في كل لحظة على كتابة التاريخ الخاص بالإناث أينما كانوا، سواء في شوارع غزة أو الضفة أو بغداد أو دمشق، لأن الإناث في النهاية قادرات على تغير مصطلح "القوارير" باتجاه حرية تستطيع أن تنفذ إلى عمق عقولنا.

إناث أو ذكور... نواجه وهم الحرية التي تقف على جدار خاص بأزماتنا... ثم نعيد كتابة أنفسنا من جديد، لأننا نبدأ من فهمنا لـ"التواصل" والبحث عن مكونات جديدة قادرة على جمعنا، خارج "نظم" الحرية" التي ظهرت فجأة لتواجه التطرف... لكنها صدمتنا وتركت الآخرين يعبثون بحرياتنا، فانتهينا عند نقطة واحدة: علينا خلث حريتنا كما نريد.