من اين دخل مصطلح "النظام السياسي" على أدبيات المثقفين والمفكرين؟ فهذا التعبير وإن كان يعبر عن بعض الجوانب في توصيف الشكل السياسي للدولة، لكنه في داخله يحمل شكل الخلل في العلاقة ما بين الممارسة السياسية والتفكير السياسي.

ليس هدف هنا التطرق لموضوع سياسي، فالمسألة بعد أن أصبحت كلمة "النظام" مفضلة لخطاب الإعلام الأمريكي، تأخذ لونا آخر يفترق عن المعارضة السياسية أو حتى "الموالاة" حسب التعبير السياسي الشائع في لبنان اليوم.

مسألة النظام السياسي اليوم كمصطلح سائد يمكن اعتبارها نقطة في افتراق في توصيف المجتمع، أكثر منها حالة تطلق للحديث عن تمظهر الدولة في شكل معين. فالنظام السياسي نتيجة ثقافية على ما يبدو، وليست حدثا طارئا في حياة المجتمعات. وهي محاولة لنزع الشرعية الثقافية، في وقت لا تستطيع النخب الثقافية تقديم شرعية جديدة.

السؤال الذي يظهر دائما عند استخدام مصطلح "النظام": لماذا توصف الدول على انها ديمقراطية او ديكتاتورية أو توتليتارية أو غيرها بينما يصبح الأمر حديثا عن نظام سياسي عندما تبدأ الإدارة الأمريكية بالحديث عن بعض دول الشرق الأوسط؟!

ولماذا تصبح ديناميكية الحركة بين الدولة والمجتمع، مهما تباطأت أو تسارعت، أمرا مغيبا لصالح مصطلح "النظام السياسي"..

ربما لا يفيد الحديث عن استبدال المصطلح اليوم، لكن الأسئلة تبقى مشروعة ....