قبل فترة بسيطة قامت فنانة سورية تدعى هالة فيصل بخلع ثيابها والوقوف عارية كما خلقها الله أمام بيت أمريكا الأبيض حيث يقيم ويعمل الذين نصبوا أنفسهم يداً لله،تحاسب وتطول من لا يستطيع حماية نفسه.فيدهم صارت طويلة وأصبحت تمتد لإزعاج من لا يستعمل اليد التي وهبه إياها رب العباد، من بني البشر .

ويد الشر الأمريكية تمتد حيث تريد بلا محاسب او رقيب.لذا وفي ظل لعبة الأيادي الخفية والأخرى العلنية أصبحت مؤخرات النساء والرجال تلمع تحت أشعة الشمس الذهبية،لتطالب بالسلام والأمن والعدالة والحرية. مؤخرات نسائية تطالب عربية وغير عربية تطالب الادراة البوشية بوقف العدوان على العراق وفلسطين.

يعتقد الذين يتعرون من الجنسين ضد الحرب أنهم بالتعري ينشرون الحب بين الناس ،وبين الشعوب والأمم،وأنهم يؤسسون بذلك لمستقبل ثابت،حيث ان عالم اليوم بحاجة للتعايش والسلام والعدل أكثر من أي وقت مضى.هكذا يعتقدون هم وهكذا يرى كل مبصر وصاحب عقل مستنير في عالمنا المظلم. لكنهم يختلفون عن الآخرين باقتناعهم أنهم بمؤخراتهم التي لا تؤخر ولا تقدم في حرب أمريكا على الشرق العربي، قد يغيرون ما لا يتغير بدون توازن.

الفنانة العربية السورية هالة فيصل تعرت بعدما كتبت على ظهرها عبارات تطالب بوقف الحرب في العراق وفلسطين.وتبلغ هالة من العمر (47 عاما) وهي للعلم ابنة وزير سوري سابق،وفنانة تشكيلية تعيش في نيويورك منذ عام 1998. وتجيد التحدث بلغات عديدة منها الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية والإسبانية. كما أنها تخرجت من جامعة دمشق ومعهد موسكو للسينما إضافة إلى دراستها للفن في باريس. وقد صرحت لوسائل إعلام عربية بأنها تعمل حاليا على مشروع فيلم حول الحياة بين نيويورك ودمشق.نفهم دوافع هالة فيصل لكننا نرفض ما قامت به لأنه يتنافى مع الأخلاق والقيم،ويعتبر عملاً يثير الاشمئزاز.فلا يمكن وقف الحرب والعدوان أو التعبير عن معارضتها بأشكال بعيدة عن الخلق الإنساني الحميد.ألم يتبقى أمام هالة وغيرها ممن عرضن مؤخراتهن وكشفن عوراتهن سوى تلك الوسيلة للإعلان عن مواقفهن ضد الحرب والظلم.هذا شيء مرفوض وغير مقبول رغم الذي يحمله في قصده ورسالته من شعارات ايجابية عنوانها الأول والأخير لا للحرب في فلسطين والعراق.

تلك كانت قصة هالة أما الآن فإليكم قصة شعبانة :

في مدينة " هاوغيسوند" النرويجية وغير بعيد عن مكان اقامة الألعاب الاوليمبية الشتوية منتصف التسعينات من القرن الماضي، وفي مهرجان سينمائي نرويجي أقيم خصيصا لعرض فيلم عن المهاجرين الباكستانيين في النرويج. عرضت لقطة من الفيلم تظهر فتاة باكستانية وهي تقوم بتقبيل شاب نرويجي، خلافاً للعادات والتقاليد والديانة التي يتبعها الباكستانيون. وقد دعيت لحضور المهرجان شخصيات سياسية وثقافية وفنية وأعضاء برلمان ووزراء، تقدمتهم وزيرة الثقافة النرويجية السيدة فالغريد سفاشتاد هاوغلاند والممثلة الكوميدية النرويجية الباكستانية الأصل شعبانة رحمان. وقد قامت شعبانة بعد إلقاء كلمتها في المهرجان وحين وصلت للحديث عن قبلة الفتاة الباكستانية للشاب النرويجي في الفيلم، بدعوة وزيرة الثقافة النرويجية قائلة الآن سترون كيف تقبل الفتاة الباكستانية المرأة النرويجية، وعند وصول الوزيرة للمنصة قامت شعبانة باحتضانها وتقبيلها من فمها. فبدا الحرج فورا على الوزيرة التي تفاجأت بالهجمة الشعبانية، حيث أحمر وجهها،مع أنها ابتسمت وعادت إلى مكانها بين الجمهور. لكن شعبانة المثيرة للجدل لم تكتف بذلك بل قامت عند الانتهاء من كلمتها بخلع سروالها وتحية الجمهور بمؤخرتها، معتبرة كذلك حرية في بلاد الحريات والديمقراطية.

ليست هي المرة الأولى التي تقوم فيها شعبانة بأعمال مثيرة للاشمئزاز والسخرية والشفقة معاً. فقد قامت في إحدى المرات بالتقدم من الملا كريكار (قائد سابق لجماعة إسلامية كردية عراقية تعرف بأنصار الإسلام) وحملته أمام الكاميرات،مما أدى إلى غضبه الشديد وقيامه بتقديم شكوى للمحاكم ضدها. واضح أن شعبانة تبحث دائما عن الإثارة وجذب الكاميرات وإشغال الناس بإعمالها تلك. لكن تلك الأعمال لا تقدم ولا تؤخر ولا تبدل ولا تغير من نظرة النرويجي او الأوروبي للباكستاني المقيم في تلك البلاد. بل هي تجعل الباكستاني نفسه يأخذ موقفا من شعبانة نفسها لأنها بأعمالها تلك توجه إهانة للباكستانيين وديانتهم وعاداتهم وتقاليدهم.كما أنها تهين ملايين المسلمين والعقلاء من المؤمنين بالحب والحرية والتسامح في هذا العالم الكبير.

الفرق بين هالة وشعبانة ، أن الأولى قامت بعملها مبررة ذلك بمعارضتها للحرب ورفضها الشديد للعدوان على فلسطين والعراق. أما الثانية قامت بعملتها لمجرد إبراز شخصيتها عبر مؤخرتها، ولإثارة الناس وإيصال رسالة مغلوطة عن الشباب الباكستاني المسلم الذي يعيش في النرويج. فليست شعبانة بمؤخرتها ناطقا باسم الشباب الباكستاني في النرويج،ولن تكون كذلك بعد الذي قدمته يوم أمس في مهرجان هاوغيسوند.

تذكرني كل من هالة وشعبانة بإعلان تجاري نرويجي صدر العام الماضي وكان يملأ شوارع المدن النرويجية.وكنت العام الماضي كتبت مقالة عنه لكنها من شدة غضبها من المؤخرات والمقدمات، جلبت فيروساً للحاسوب فحسمت أمره وماتت معه المقالة مصابة بفيروس لغاية الآن لا اعرف من أين جاء وما هو اسمه.كان الإعلان من متاجر" أيكا" الشهيرة، حيث ظهرت فيه فتاة نرويجية بمؤخرتها، عارية من كل شيء. وكانت المؤخرة تعود لفتاة نرويجية تبين أنها هي نفسها منتجة الإعلان. واضح أن عالمنا اليوم يتعرض لغزو مؤخراتي ولا أحد يعرف ما هي عاقبة هذه الغزوات المؤخراتية.