آل غور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون اتهم الإدارة الأمريكية الحالية بانها جعلت العالم مكانا غير آمن. واتهامات آل غور جاءت على خلفية نتائج "الحرب الاستباقية" التي تخوضها الإدارة في مختلف أنحاء العالم.

هذه التصريحات الأمريكية ربما يتم تعميقها أكثر على خلفية العنف الذي يجتاح منطقتنا منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، فصحيح أن إدارة كلينتون لم تستطع جعل الشرق الأوسط مكانا آمنا، لأنها بقيت عاجزة عن كبح جماح إسرائيل، لكن الإدارة الحالية تسعى لتأجيج العنف رغم إستراتيجيتها في مكافحة الإرهاب.

وبنظرة سريعة نستطيع ان نقرأ طبيعة العنف الذي يتولد اليوم على خلفيات متفاوتة، لكن في النهاية يعطي مؤشرات بان "إستراتيجية محاربة الإرهاب" تتحول باتجاه صيغة اجتماعية، سواء لدى الإدارة الأمريكية، او داخل المجتمعات العربية إجمالا. فالولايات المتحدة ربما تحتاج لقراءة مشروعها بهذا الشأن على خلفية ثقافية لا تستند فقط إلى طاقة الحرب التي يتمتع بها المحافظون الجدد. لأن العنف الحالي لم يعد حالة تميز "تنظيم القاعدة" حسب ادعائها، بل نوع من النتائج التي تخلفها الحرب التي اصبحت أشبه بعمليات الغزو التي شهدها العالم مع نشوء حالة الاستعمار القديم.

وإذا كانت الولايات المتحدة معنية اليوم بصياغة نظرة "استباقية" لحربها ضد "الإرهاب"، فإن مجتمعنا أيضا يتحمل مسؤولية تطويق النتائج التي سببها الوضع الأمريكي في العالم، رغم اننا لا نتحكم بإنتاج الاستراتجيات الخاصة بالبيت الأبيض، لكننا مضطرون لتحمل النتائج الكارثية الناجمة عن هذه الاستراتيجيات ..

هل نعيد السؤال الأساسي: إلى أين نتجه؟ هذا السؤال الذي طرح بعد حرب عام 1967 عندما تلقى المجتمع صفعة قاسية اعادت حساباته من جديد .. في تلك المرحلة تحول الاتجاه إلى الوراء وبدأت بوادر "التراثية الجديدة"، لتنتج ثقافة ظهرت مع نهاية السبعينات وامتدت حتى اليوم عبر الصيغ "الجهادية" التي تتزعم اليوم تيار المقاومة و .. التيارات الأخرى التي تتصاعد بشكل واضح ماسحة أي محاولات لتفكير حداثي.

أين نتجه .. سؤال ظهر على صفحات الجرائد في الستينات مع تصاعد المقاومة الفلسطينية .. وهو حاجة ماسة اليوم لتقرير المستقبل.