اعتبر المستشار الألماني غيرهارد شرودر نفسه «جنديا» في خدمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وقال في اجتماع لقيادة الحزب أمس، إنه مستعد للتراجع عن منافسة انجيلا ميركل على المستشارية، في حال طلبت قيادة الحزب ذلك. وأكد شرودر في الاجتماع أنه سينصاع إلى أي قرار يتخذه الحزب «لأن القضية لا تدور حول شخصه، وإنما حول الطموحات القيادية لحزبه».

ورد التحالف الديمقراطي المسيحي بمزيد من التشدد على تصريحات شرودر «المرنة»، الأمر الذي يعني أن المحافظين ما زالوا يتعاملون مع «تنازلات» شرودر التدريجية كمناورات تسبق الجولة الثالثة من المباحثات التمهيدية بين الطرفين، لتشكيل تحالف حكومي عريض. وأشار فولكر كاودر، السكرتير التنظيمي للحزب الديمقراطي المسيحي، إلى أن حزبه سيقاطع مفاوضات تشكيل حكومة التحالف العريض، بعد الانتهاء من الجولة الثالثة من المفاوضات التمهيدية التي ستجري اليوم. وأكد كاودر أن الحزب لن يعاود المفاوضات قبل أن تحسم قضية المستشارية لصالح زعيمة الحزب انجيلا ميركل.

ويرى محللون سياسيون، أن الاشتراكي شرودر يتراجع خطوة بعد الأخرى أمام التحالف المسيحي بغية الخروج من مأزق المستشارية بوجه ناصع، إذ سبق له، رغم تشدد المسيحيين، أن عبر عن ثقته بنشوء التحالف العريض كأفضل الحلول «العقلانية» للوضع ، وأصر على تأجيل النزاع حول المستشارية إلى ما بعد انتهاء المباحثات بين الطرفين، ثم اختتمها باستعداده للتخلي عن منصبه في حالة موافقة قيادة الحزب على ذلك. ويعتقد آخرون أن المستشار يحاول بالمرونة كسب ما فشل طوال حياته بتحقيقه من خلال التشدد. وهي مرونة متأخرة كان على المستشار أن يبديها حيال برنامجه الإصلاحي، الذي أثار سخط الكثير من الناخبين ضده، وأن يبديها قبل الانتخابات لا بعدها.

وعلى أية حال، هناك بعض المؤشرات الى اصطفاف جديد داخل الاشتراكيين، قد يمهد لترشيح أسماء قيادية أخرى ترضى بمركز نائب المستشار بدلا من شرودر. واعتبر المراقبون أن قيادة مباحثات التحالف العريض من قبل رئيس الحزب فرانز مونتفيرنغ ، وظهور الأخير في الفعاليات السياسية اليومية قبل شرودر، مؤشر الى ترشيح رئيس الحزب لنيابة ميركل، باعتبارها أول مستشارة في تاريخ ألمانيا.

وتأتي الأحداث الأخيرة، خصوصا تصريحات شرودر الأخيرة حول تخليه عن منصب المستشار بقرار من الحزب، تتويجا لنتائج انتخابات دريسدن (شرق) المؤجلة، التي نجح المحافظون فيها بإضافة مقعد آخر إلى كتلتهم البرلمانية المقبلة، بعد فوز مرشحهم اندرياس ليمل بشكل مباشر على منافسته الاشتراكية مارليز فولكمر. ورفعت الكتلة المسيحية، في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، عدد مقاعدها بفضل فوز لوميل من 225 إلى 226 مقابل الحزب الديمقراطي الاشتراكي (222 مقعدا).

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)