تقديس الغرب هو شعار وعنوان معركة لطالما خبت وتوهجت حسب البعد والقرب من القضايا الساخنة التي تؤرق المجتمع والمشتغلين به ولأجله، وعادة ما تطفو هذه الشعارات المفرخة كلما زادت الحاجة إلى فضاءات يرنو إليها المجتمع المأزوم، حيث يتم قطع الطريق على التفكير أو القول أو الاقتراح أو التحليل والتركيب، بحجة التقليد الأعمى للغرب. وغيرها من كلمات من قبيل التعمية مثل التقديس أو تقليد أو أتباع أو عبادة..الخ ..الغرب، ومهرولين إلى التاريخ مستلين منه كما الحاوي عندما يستل من كيسه أشياء توهم وتزغي البصر، فهذا يستل مدحت باشا وذاك يستل مروان بن الحكم وثالث يستل الدولة الأيوبية، ويبدؤون بأسباب فشلها ( طبعا المؤامرة ووكالة الطاقة النووية )ويسردون أسبقيتها الزمانية كشهادة على عبقريتها وصلاحيتها شاتمين كل قدس الغرب وعبده وتبعه وقلده.

واستخدام كلمة تقديس هو محاولة تكفيرية ترتكز على خلط الهداية الدينية بالشأن الثقافوي السياسوي بحيث يذهب معناه باتجاه التخوين والعمالة، مع ان استخدام هذه الكلمة المكفرة هو احتقار لكل ما هو راق وقادر على التطور في ثقافتنا من منظورها الهدائي أو المعرفي، فكل من يشتبه به أو يطلق عليه أو يشاع عنه انه يقدس الغرب ( حتى ولم يكن كذلك ) هو يكفر بمقدساته ومقدساتنا، وبالتالي هو عديم الثقافة والأخلاق والوطنية، لأنه وببساطة هناك في كيس الحاوي التراثوي ما يكفي ويزيد عن حاجتنا وحاجة العالم اجمع من الأفكار التطوير والارتقاء، وإهمال ما في داخل هذا الكيس هو التفريط بحق الأمة من الاستفادة من تراثها الذي قد، وقد لا يفيد أو ربما يدمر الأول والآخر لكن دعونا نجرب، ( مع ان التجريب بحد ذاته هو تقليد للغرب ) ونقارن ونزاوج والاهم إقناع العالم كله ان ما لدينا في كيس الحاوي أهم من كل ما صنعه الغرب وما وصل إليه ولكن المؤامرة والخونة من مقلدي الغرب هم ما يمنع هذه الكنوز الدفينة من الإشعاع مرة أخرى !!!!!!!!!!!!

أسيادي المتهمين ( بكسر الهاء ): لا احد في هذه البلاد يقدس الغرب، ومن الخطل والبلاهة اعتماد هذه الفرقيعات لصنع معارك وهمية، تثبتون عبرها اضطلاعكم ( وليس معرفتكم ) على المعلومات التاريخية، وقدرتكم على تكرارها واجترارها واستنباط ما ليس فيها، وأتحداكم ان تخرجوا لنا من تاريخكم قانون سير واحد، أو نظام مصرفي، أو خصوصية وتقاليد استخدام المصعد الكهربائي أو ما يسمى اسانسير إمعانا في تقديس الغرب. لذلك وحسب دعاويكم للحرب ضد تقديس الغرب الرجاء الجهاد في سبيل إلغاء كثير من الأفعال والمهن التي تقوم بفعلين خطيرين، اولهما عدم الأخذ بالمعلومات التاريخية ( منهم فئة مصلحي السيارات والغسالات والتلفونات وهذا الشيء البلاستكيكي الذي اسمه التراثي الحاسوب، على سبيل المثال لا الحصر )، وثانيها اختراق خصوصياتنا ( ومنهم الأطباء والمهندسون والصيادلة والأدباء الذين يكتبون الرواية والشعر الحديث وأيضا على سبيل المثال لا الحصر ) وهكذا تكونون قد بدأتم حربكم الوهمية ( على نضيف ) بالقضاء على أذناب الغرب الفاجر في المجتمع والذين هم وياللمصادفة..... المجتمع نفسه..... بأي.