دعا الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى إزالة "إسرائيل" عن الخريطة، .... خريطة العالم ، أم خريطة الوجود..؟ - من وجهة المنطق هو على حق ، " فإسرائيل" عبر التاريخ لم تكن موجودة، حتى " التوراة " التاريخ المنحول والمزيف لم يقل ذلك، بل أورد ذكر مملكتين على أرض مدينتين - مملكة يهوذا ، ومملكة " إسرائيل" الذي هو اسم رجل ادعى أنه صارع ايل ....! وصرعه ، أو كما يرد تفسير آخر بأنه التقى الرب ( الخاص بهم) وأنه اعتبره من أقرب المخلوقات له ، هو وذريته، وطلب منه أن يبدل اسمه ليصبح اسرا – إيل ( أي أسرة ايل – وإيل هو الإله عبر كل العصور القديمة حتى قبل ابراهيم ) - هاتان المملكتان لم تعمرا طويلاً ، فقد كان بين ملوكهما وأمرائهما وقادة الجيوش فيهما حروب وتآمر وقتل وحرق وظلم واضطهاد وفسق وفجور، كما يورد التوراة في عهود داود وأمنون وناثان ، وسليمان وشاول وغيرهم، ثم زالتا ، لكن ما يمكن ذكره أن قبائل هؤلاء جاءوا من مناطق عدة ، منذ عهد ابراهيم الذي جاء من أور- فدان آرام ( أورفا الحالية في تركيا ) وكان آرامياً ، إلى الذين عادوا من مصر ... (وليس مؤكداً أي مصر المقصودة .. فالمعروف أن كل إقليم أو منطقة كانت تعتبر مصراً ، فهل كان مجيئهم من أراضي السعودية كما في كتابات د. أحمد يوسف داوود ، والدليل إقامتهما البيت - ابراهيم واسماعيل - في مكة وثبوت سكناهم في مناطق عديدة أم أنهم جاؤوا فعلاً من مصر الحالية وليس هنا مجال الحديث والتأكيد) – إنما غاية القول أن التوراة اعترف بحلولهم ضيوفاً على أهل المنطقة الذين كانت لهم ممالكهم، وكانت مزدهرة وكانوا من عبدة الإله الواحد ، وخير دليل هو ما ورد عن قصة ملكي صادق كاهن العلي في شاليم ، من ثم غدرهم ببعض القبائل والممالك بالخدعة ( مملكة شكيم ) ، ونقضهم العهود ، وقصتهم طويلة ، بل مخزية إلى أبعد الحدود ، كما أن هذه الدولة الصنعية لم تكن موجودة عند قيام عصبة الأمم بعد نهاية الحرب الكونية الأولى ، ولم تكن حتى ، عند قيام الأمم المتحدة بعد الحرب الكونية الثانية، وإنما ، وبعد أن استتب الأمر للدول المنتصرة في الحرب، وسيطرت على الأمم المتحدة بالإخراج الأولي لنظام مجلس الأمن وحصر القرارات به، وبعد تآمر ومداولات دامت سنوات طويلة ودراسة لواقع المنطقة وثرواتها ، واستشراف المستقبل ، وحاجة هذه الدول لتلك الثروات، وجدت أن أسهل السبل لتفتيتها وإلهائها ، ومنعها من إقامة قاعدة مؤهلة تمهد لنشوء دولة كبرى ، هو إقامة هذا الشكل من الدولة – الذي يشبه الخنجر – وتزويدها بكل متطلبات الاستمرار والثبات في وجه أي محاولة لإزالتها من قبل شعب المنطقة الذي لم يتقبلها، ولن يتقبلها بالتأكيد ، رغم مرور سنوات طويلة .

اجتاحت أوروبا بعد تصريح الرئيس نجاد موجة من الاستنكار والاستياء عارمة على إيران ورئيسها، وتعبر هذه الموجة عن حقيقة السياسة الأوروبية المنافقة، حيث افتقد العالم مثل هذه المواقف عندما تطاولت دولة الصهاينة على إيران وغيرها، وأعلنت أنها ستضرب منشآتها ومصانعها ... الخ ، وربما تهامس قادة أوروبا فيما بينهم إعجاباً بهذه الجرأة الصهيونية دون اعتبارها وقاحة وموقفاً يقتضي الرد بما هو أعنف منه، وربما لم يذكرهم هذا الموقف بموقف قديم عندما هدد قادة الدولة الصهيونية بتأديب الصين ...، هذه الدولة التي لو تبول كل فرد فيها باتجاه " إسرائيل " لكان طوفان ما أبقى منها أحد، لكنها لا تمثل أكثر من قزم يمسك بيد عملاق من جهة، وبيده الأخرى يهدد من حوله ويتقافز بوجه الجميع، فإذا ما نهره أحدهم اندس تحت جناح عملاقه وهو يصرخ طالباً النجدة، ويسأل البعض: هل تصمد هذه الدولة حتى بعد السنوات الطويلة ، والدعم الأمريكي بوجه دولة مثل مصر لوحدها، أو العراق ، أو إيران دون أن تسارع لنجدتها أمريكا وأغلب دول أوروبا ، ؟؟ وهل سأل العالم نفسه، أو تساءل عما إذا كان التقافز الصهيوني وإطلاق التهديدات الوقحة باتجاه إيران هو الدافع والمبرر لما قاله الرئيس الإيراني بعد طول صمت وضبط نفس ..؟؟.

الأمم المتحدة ، التي أقرت قيام دولة لليهود على هذا الجزء من فلسطين ، رغم القناعة بأنه قرار ظالم وجائر، أخذت بعين الاعتبار إرضاء جانب من قادة المنطقة بتسويات كاذبة مخادعة، وقرارات لم تجد سبيلاً إلى التحقيق، وكان في كل مرة حاولت فيها الأمم المتحدة ( الجمعية العامة ) تنفيذ القرارات أو اللجوء إلى تطبيق القوانين الدولية ، يقف مجلس الأمن الذي تسيطر عليه دول الاستعمار التي اتفقت على إقامة الدولة اللقيطة، لتمنع صدور أي قرار، وهكذا أثبتت الأمم المتحدة عدم جدواها، وعدم قدرتها على تطبيق العدالة الدولية التي أقيمت من أجل الحفاظ عليها وعلى السلم الذي افتقدته الدول الصغيرة والمستضعفة منذ توقفت الحرب الكونية الثانية وحتى هذا التاريخ في حين قامت حروب باردة وساخنة على سطح هذا الكوكب ، دفعت الشعوب ثمنها الفادح في فيتنام، وكوريا،ولاوس، وكمبوديا، وفلسطين وفي عديد من دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية ، وفي حين كان يحكم تلك الحروب توازن ما بين العملاقين اللذين يقتسمان النفوذ حول العالم، فإنه في الحروب الحالية لا وجود لهذا التوازن حتى على المنابر التي تديرها الأمم المتحدة، سقط العملاق الآخر، وبقي وحيد القرن الذي يعيث على أراضي دول العالم فساداً وقتلاً ونهباً ، واتخذ من مجلس الأمن عصاً غليظة يهزها بوجه كل من يخالف، حتى أن هذا التأثير بدا واضحاً على الدول التي تتناقض مصالحها مع سلوك الولايات المتحدة وحلفاءها بحيث لم تجرؤ هذه الدول – المعارضة – على استخدام حق النقض الذي تتمتع به ، بل اكتفت بالامتناع عن التصويت، وتركت للولايات المتحدة إمكانية الحصول على الأصوات اللازمة لإصدار أي قرار وبالصيغة التي ترغب، بغض النظر عن الحق والعدالة فيه ، أو تماشيه مع المنطق والقانون الدولي ، فهي إما تلجأ إلى الرشوة واقتسام المغانم، أو إلى التهديد والوعيد للحصول على الأصوات، وتقف الجمعية العامة موقف المتفرج أمام هذا السلوك الذي يطبق شريعة الغاب دون خجل أو خوف .

لو استعرضنا تاريخ الأمم المتحدة ( توصيات الجمعية العامة ) وقرارات مجلس الأمن بما يخص قضايانا منذ لحظة قيامها حتى الساعة لوجدنا أن كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن كانت على حساب حقوقنا ، بدءاً بقرار التقسيم وانتهاء بالقرارات الأخيرة 242 و 338 و425 وغيرها، وإذ ورد فيها بنود تلزم الطرف المعادي بأمر ما ، يمكن أن يوقف العدوان أو يعيد بعض الحق إلى الجانب المظلوم ( وهو هنا الشعب الفلسطيني) – أو إعادة الأراضي المحتلة بعد حرب 1967 ، فإن مثل هذه البنود كان يتم تحييدها أو تمييع مضامينها وتحويلها عن طريق الترجمة والاجتهاد إلى مواضيع خلافية- كلامية ، وتوفر دول مثل بريطانيا، والولايات المتحدة، وأحيانا فرنسا الغطاء اللازم للعدو للتهرب من التطبيق تحت ذرائع كثيرة، حتى أن إدانة المجازر المكشوفة، وعمليات هدم المدن والقرى، والإبادة شبه الشاملة للشعب الفلسطيني تم تجاوزها تحت غطاء مزاعم محاربة الإرهاب الذي تمارسه الدولة العدو، ويعاونها هؤلاء على مستويات عديدة، وبكل الأساليب والطرق ، حتى عن طريق التدخل المباشر كما حصل في حرب تشرين 1973 ، وفي حين ألزم مجلس الأمر هذا ... جميع الأطراف المشاركة بالتوقف عن العمليات العسكرية وعلى كافة الجبهات، أفسح في المجال، وتغاضى عن حركة القوات المعادية وبتوجيه من أمريكا ومساعدتها للتمدد واحتلال جيوب تساعد على ابتزاز المواقف وإجهاض نتائج الحرب ... كل ذلك، والأمم المتحدة ومجلس أمرها يقف موقف المتفرج، ويسأل المواطن في المنطقة : ما الذي وفرته لنا الأمم المتحدة، ومجلس أمرها هذا ...؟
الدول عينها التي تقف إلى جانب المعتدي الصهيوني ، ذاتها سارعت إلى استهجان واستنكار حديث الرئيس نجاد الواقعي والمنطقي ، في حين سارع قادة العدو إلى المطالبة بطرد إيران من الأمم المتحدة، وكأن هذا الطرد أشبه بالخروج من الجنة ... !! ( ومتى كانت هذه الدولة تنظر بعين الاحترام والتقدير للأمم المتحدة ..؟ ) - ما هو المكسب من الاستمرار في الالتزام بمنظمة تسيطر عليها أمريكا والصهيونية ...؟ أهو لغاية أن يكون عقابنا المستمر بطريقة قانونية فلا يقول أحد من قادة كياناتنا أن هذا اعتداء على سيادتنا الوطنية وحقنا في استعادة ما هو مسلوب من أرضنا، وثرواتنا ، ووقف عملية السلب والنهب المستمرة ..؟ أهو الذريعة التي يمكن التلطي خلفها والقول أنه لا بد لنا من الالتزام بالشرعية الدولية ..؟ وهل هذه هي شرعية دولية ..؟ حتى ولو كانت منبع الظلم والاضطهاد والعدوان على الحقوق ..!! - نفهم الأمم المتحدة منظمة يجب أن تحافظ على حقوق الدول، وسيادتها واستقلالها، وحدودها، وحرية شعبها في اختيار النظام الذي يراه ويرغبه ... ، فهل هذا متوفر على أرض الواقع ، أم أن الحقوق تهدرها القوة الغاشمة، والتآمر الدولي ، والسيادة تنتهك في كل لحظة، ويسقط الاستقلال كما في العراق وأفغانستان وغيرهما، ويفرض على الشعوب أنظمة عميلة على المكشوف أشبه بالشخصيات الكرتونية التي تحركها خيوط ... وهي خيوط مرئية بكل وضوح ..، ما الذي تفعله الأمم المتحدة أمام هذا الواقع سوى توفير الغطاء لعسف الدولة العظمى، وإضفاء الشرعية على إسقاطها للحكومات، واستعباد الشعوب، وسرقة الثروات ، وأية قناعة بالمفاهيم التي يقال عنها ... تصدير للديمقراطية ، وتحرير للشعوب ، وهل يجب أن نصدقها ، وتصدقها دول العالم الأخرى المتفرجة على العملية بدءاً من لحظة التخطيط والإعلان عن التفاصيل وصولاً إلى التنفيذ..؟ - عندها قد تبادر بعض الدول إلى إبداء الأسف، أو الشجب، وحتى الاستنكار، وقلة تقدم الدعم المعنوي الذي لا تملك أكثر منه، وكله لا ينفع أمام غائلة القوة الغاشمة ، طالما أن مجلس الأمر أصبح ملكية أمريكية خاصة .

تثار أحيانا من قبل بعض الدول قضية إصلاح الأمم المتحدة، وتغيير بعض المبادئ الجامدة، وتطوير آلية عملها وإصدارها للتوصيات بحيث يجب أن تكون قرارات ملزمة، وسحب هذه الصلاحية من مجلس الأمن ، وحجب حق النقض عن الجميع... الخ ، لكن الدولة العظمى وحيدة القرن ، تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور والامتناع عن دفع الأموال لهذه المنظمة فتتوقف عن الحياة – مع أن التمويل في واقعه من جيوب شعوب العالم وثرواتها المنهوبة ( تشكل الولايات المتحدة 5% من تعداد سكان العالم، وتسيطر على 50% من ثروته ... عدالة ، بل ومنتهى الإنسانية ..! ويبقى السؤال : هل تكون عملية التمويل هي المبرر للسيطرة على منظمة بهذا الحجم وهذا القدر ،... منظمة تمسك بيدها أمن وسلامة العالم ،... هذا الأمن المفقود وهذه السلامة المشروطة بالانصياع إلى سياسات تمليها الإدارات الأمريكية المتعاقبة وعلى كل دول العالم تحت طائلة العقاب ، إما بحصارها ومنع حتى الطعام والدواء عنها، وإما بقتل قادتها اغتيالاً وعلى يد الاستخبارات المركزية، وشريكتها الموساد ، وآخر هذه الانجازات اغتيال الرئيس المرحوم رفيق الحريري – الجريمة التي قد لا تتكشف أسرارها قبل مرور عشرات السنين، ويتم فبركة القرائن والدلائل لإلصاقها بالقيادة السورية التي تقف موقف الحجر العثرة في طريق تحقيق المخطط الصهيو – أمريكي الموضوع للمنطقة والذي بدأ يؤتي أكله على أرض العراق حرباً بعد أن آتى أكله على أرض الكنانة، وشرق الأردن ... استسلاماً، وعلى أرض فلسطين قسراً وتواطؤاً وتآمراً، ويبقى استكماله مشروط بانصياع سوريا ، وأما أمر لبنان فقد كان يكفي ما وقع لإثارة الغرائز ورفع صوت المشاركين في عملية التحضير والقتل لتكون العليا على الساحة، لكنهم لم يتقنوا جوانب من اللعبة، وإذ هي تتكشف لكل ذي عقل ، يتجاهلون الحقائق، وتحقق لهم السيطرة على وسائل الإعلام الدولية والمحلية موجات من الدخان الذي يمكن أن يغطي الحقيقة ولكن ،.... هيهات .

مجلس الأمن ليس معنياً بكشف حقيقة مقتل مجرد شخص، حتى ولو كان رئيس دولة، لم نتعود على مثل هذا الأمر وإلا لرأينا العالم يهتز بمثل ما هو حاصل لمقتل رئيس وزراء دولة أوروبية مهمة ... أولف بالمه، ولأن تصفيته جاءت على خلفية نطقه بحقيقة ما ، تكشف زيفاً ما ، وتفتح العيون على ظلم كبير واقع ، على جزء من عالم الإنسانية فقد وجب أن يتم التعتيم على هذه التصفية واعتبارها مبادرة شخصية لأسباب مجهولة لا حاجة لكشفها،... فالقاتل صهيوني متعصب / مثله كمثل قاتل اسحق رابين ، الذي خرج على النص الوارد في السيناريو ... أو قاتل الملك فيصل الذي دربته وسيطرت علية الاستخبارات المركزية عن طريق عميلة لها،.. قتل هؤلاء كان بأمر من يهوه ولا موجب لكشف من خطط، وتآمر ، هذا ممنوع .
العدالة ليست غاية، والأمن والاستقرار ليسا هدفاً، وشرعة حقوق الإنسان ليست أكثر من ستارة، والديمقراطية مصطلح واسع لا يمكن تحديد معالمه وأبعاده، وتفاصيله، لكنه على كل حال يصلح غطاء لسلعة يمكن تصديرها، الأمم المتحدة، بعجزها الواقع ، تتشارك مع الولايات المتحدة، عن غير قناعة في المفاهيم ذاتها، العدالة لو كانت ذات قيمة فعلية لوجدناها محترمة على أرض الولايات الأمريكية، ولوجدنا أن التمييز العنصري لا مكان له، وليس هناك منظمات مثل الكلوكلوكس كلان ، والمافيات ، ومنظمات القتلة المأجورين وغيرهم، وحتى على مستوى الجيش نجد أن المرتزقة والسود وذوي الأصول اللاتينية هم من يدفعون إلى خطوط القتال الساخنة، ويتم تجاوز ذكر من يقتل منهم إن لم يكن حاصلاً على الجنسية، فالبطاقة الخضراء لا تكفي لاعتباره خسارة أمريكية ، وأما الأمن والاستقرار فيجب أن يكونا وقفاً على الولاية الأولى ... ( إسرائيل ) وليس على كل ولايات أمريكا، إذ يمكن نقل ترسانة الأسلحة والطائرات والصواريخ إلى قواعد في المنطقة، وكشف الأرض الأمريكية في العديد من الولايات ، والدليل الافتقار إلى المروحيات وطياريها ، في أغلب المناطق المنكوبة وصراخ بعض القيادات الأمريكية ...: أين طيارونا ، نحن بحاجة لهم لإنقاذ مواطنينا ومد يد العون لهم، وليس لقتل العراقيين وتدمير قراهم ...! وفي حين تنتهك حقوق الإنسان الأسود والملون، على الأرض الأمريكية ذاتها، لا تقيم الإدارة الأمريكية وزناً لحق أي إنسان على وجه الأرض إن لم يكن أداة أمريكية ، ليس في خدمة الشعب الأمريكي، وإنما في خدمة طبقة النخبة من المحافظين ، والمتصهينين، وأصحاب نظرية قيامة المسيح بعد اكتمال قيام دولة " إسرائيل" وإبادة الإسلام ... وأشك بهذا الطرح فالمقصود بالإبادة هو شعب ( بلاد الشام – المنطقة المستهدفة بالوعد التوراتي ) سومر وبابل وآشور وكنعان وآرام ، وفروعهم ، والحلول مكانهم، وشرط أن يكون المسيح من صلب اليهود ...! وهؤلاء جماعات نشطة يمثلهم البروتستانت والميتوديست وكثير من المنظمات ذات الأسماء الغريبة على الساحة الأمريكية، وكلهم يتحدرون من أصول أنكلوساكسونية ،... فلماذا نستغرب موقف السيد بلير ووزير خارجيته سـترو ، وتلاعبه بالكلمات في الهجوم على سوريا تارة، وإدانتها تارة أخرى، ومطالبته بتغييرها سلوكها تارة ثالثة، دون تحديد ماهية السلوك المطلوب .
لا حاجة لشرح الديمقراطية الأمريكية، وخير أدلتها، بل أحدثها متجسد على أرض العراق ، الأهم من ذلك أن نتبين نوع السلوك المرغوب أمريكيا – صهيونياً من سوريا، لتصبح بعدها ديمقراطية - الثقافة السائدة على امتداد الأرض السورية في الشام الحالية، هي ثقافة مغايرة تماماً لما ترغب به تلك الجهات، فالحفاظ على الحقوق أمر يجب نسيانه، وكذلك الإيمان بالسيادة الوطنية ، قاعدة الإيمان هذه، مرفوضة بكل مرتكزاتها، ويجب أن يعاد النظر بها بحيث تتوافق مع النظرية التوراتية في الحقوق، وأن شعب المنطقة هو مؤقت، جذوره العميقة في التاريخ إلى ما قبل أبرام والتوراة غير معترف بها، وقد مسحها الرب يهوه بكلمة منه، يجب تغيير كل طاقم القيادة القائم هنا وعل كل المستويات بحيث يتحمل الطاقم الجديد ( طاقم صناعة أمريكية ، وليس كما فاخر السيد الرئيس بأنه صناعة سورية ) مهام إطلاق قاعدة إيمان جديدة ذات مفاهيم مغايرة تماماً للوطنية – الكرامة – السيادة – الاستقلال - ألا وهي قاعدة الانصياع ووضع الأغلال في الأعناق واللحاق بركب الخانعين الخاضعين القانعين بما أوكلهم به ملك " إسرائيل " أو نبيه الذي تجلى له هذا الملك الرب ، وأمره بأن يحقق العدالة والحرية ،... والديمقراطية ، - بعضكم لم يعرفه ؟؟ إنه النبي الجديد بوش الصغير ، وأما قائد الجند فهو رامسفيلد وملقنه السيد وولفوويتز ، كثيرون هم أنبياء الدولة الحديثة، لكنهم يفتقدون في الزمن الراهن إلى سمة التآمر على بعضهم، وهذا عائد لضعف من يقابلهم، إنه الزمن الساقط، ليس في فارس قورش جديد، ولم يعد لهم من أستير ثانية ليمجدوها، فليطرد هذا الملك من جنة الأمم المتحدة ، لا أعتقد أنه سيأسف كثيراً لو وجد صدى لندائه، ونداء شافيز ، ثم لتسقط المنظمة الدولية كما سقطت عصبة الأمم ، وليقم غيرها منظمة جديدة تتساوى فيها نيكاراغوا مع الولايات المتحدة،... صوت مقابل صوت، عندها تكون أمم متحدة، ويكون لها مجلس أمن ، وليس مجلس أمر، فلا يحتقرها أمثال المستر بولتون ، وإذا احتقرها أمثاله فإنهم لا يلقون لهم مكاناً فيها بعد ذلك، بقي أن عليه لو كان منسجماً مع نفسه أن يطالب باستجواب سادته في واشنطون عن المجازر التي يرتكبونها في طول العالم وعرضه دون ضمير ولا حسيب أو رقيب، لا أن يطالب باستجواب رئيس سوريا قاصداً النيل من سيادة هذه الدولة الشامخة ، التي سيقف شعبها كله دون المس بسيادتها أو التطاول على ركن من أركانها ورموزها .

دول العالم كلها ، عدا قلة منها، تعلم أن الأمم المتحدة فقدت وظيفتها، وسقطت مصداقيتها، ومجلس أمنها أصبح عصا غليظة في يد دول مارقة وفاجرة ، تسخَر منها، وتُسّخر مجلس أمنها لغاياتها، ... دول العالم تنتظر من يطلق أول نداء لإسقاط المنظمة الفاشلة، ليرددوا نفس النداء ، بعدها تكون عدالة، وتكون إنسانية، ويكون أمن وسلام على وجه الأرض ، عندها تزول " إسرائيل" من الخارطة ويثبت الرئيس نجاد أنه على حق ،... كل الحق .