دروس من الشغب الفرنسي••• وآسيا تبحث عن توازن استراتيجي

ما الدرس الذي يمكن استيعابه من اضطرابات الضواحي في فرنسا؟ وهل التعاون العسكري الياباني- الأميركي يستهدف الصين؟ وما الذي يعرقل جهود الإغاثة بعيد وقوع الكوارث الطبيعية؟ وماذا عن المشكلة التي يثيرها مجمع ’’كيسونغ’’ الصناعي بكوريا الشمالية؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية•

أصداء الشغب الفرنسي: تحت عنوان ’’درس من الشغب الفرنسي: لا للعمالة المؤقتة’’، نشرت ’’تورنتو ستار’’ الكندية يوم الأحد الماضي مقالاً لـ’’هارون صديقي’’، توصل خلاله إلى قناعة مفادها أن الاضطرابات التي شهدتها باريس قبل أيام ألحقت الضرر بفرنسا بصورة تشبه إلى حد كبير الضرر الذي تعرضت له الولايات المتحدة جراء إعصار ’’كاترينا’’، الذي كشف عن مشكلات تتعلق بالعرق والطبقة• غير أنه على عكس ما حدث في الولايات المتحدة بعيد ’’كاترينا’’ من شعور بالذنب تجاه الأميركيين السود في ’’نيوأورلينز’’ والجهود المضنية لتعويضهم وإيوائهم، فإن ثمة شكوكاً في أن تتواصل أزمة المهاجرين في فرنسا، لا سيما وأن حكومتها مصابة بمرض العداء للمهاجرين• الكاتب، أشار إلى أن نسبة البطالة لدى الملونين في فرنسا تصل إلى 15% تقريباً، في حين تصل نسبة البطالة في فرنسا بشكل عام إلى 9% فقط، ويشكل المهاجرون 30% من المقيمين في مشاريع الإسكان المدعومة من الحكومة• وفي الوقت الذي يصل فيه معدل البطالة بين خريجي الجامعات إلى 5% بلغت نسبة البطالة بين خريجي الجامعات المنتمين إلى منطقة شمال أفريقيا 26,5%، وهؤلاء يشكلون الجيل الثاني والثالث من المهاجرين الذين جاءوا إلى فرنسا، كعمالة مؤقتة، ومعظمهم عرب من شمال أفريقيا• ولا يخفي صعود نجم كرة القدم زين الدين زيدان - الذي ينتمي إلى هذه الفئة- حالة الفقر المدقع التي يعيشها هؤلاء المهاجرون• وبالنسبة لكندا، فقد نقل الكاتب على لسان وزير الهجرة الكندي ’’جو فولب’’ ما يفيد بأن قطاع الأعمال الكندي في حاجة ماسة إلى مهاجرين، شريطة أن يكونوا مؤهلين، وأن يأتوا كمهاجرين لا كعمالة مؤقتة، فهذه الأخيرة تسببت في كوارث كما في ألمانيا وفرنسا• الكاتب حذر من أن فرنسا تجلس الآن فوق قنبلة موقوتة لا يمكن نزع فتيلها إلا من خلال منح حقوق المواطنة وواجباتها للجميع، وبالطريقة التي نراها الآن في الولايات المتحدة وكندا•

الصين••• هي الهدف: في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان ’’الصين والعلاقات الأمنية الأميركية- اليابانية’’، نشرت ’’ذي ستريتس تايمز’’ السنغافورية افتتاحية علقت خلالها على تداعيات تطوير الاتفاق الأمني بين اليابان والولايات المتحدة، والذي يأتي في مرحلة هي الأكثر توتراً منذ عقد كامل في العلاقات الصينية- اليابانية• وحسب الصحيفة، فإن تنامي التعاون العسكري بين طوكيو وواشنطن ربما يأتي على حساب العلاقات الصينية- الأميركية، ومن المؤكد أن بكين تراقب هذا التعاون باهتمام شديد• هذا المشهد، حسب الصحيفة يشي بتحول مهم في القارة الآسيوية برمتها، لأن الاتفاق الأمني بين واشنطن وطوكيو الذي يسمح لواشنطن بإعادة انتشار قوتها وقواعدها العسكرية داخل اليابان من أجل الدفاع عن هذه الأخيرة قد تطور إلى شيء آخر يتمثل في أن الصين تنظر إلى هذا التحول بأنه موجه ضدها، بينما ينظر المخططون الأميركيون إلى تطوير العلاقات مع اليابان كجزء من مساعي واشنطن للسيطرة على العالم، وهي رؤية تتضمن في طياتها تطويق الصين• لكن آسيا، حسب الصحيفة، في حاجة إلى توازن استراتيجي بين الصين والولايات المتحدة على نحو يسمح للقارة بالنمو والازدهار•

الكوارث الطبيعية والتلكؤ في الإغاثة: تحت عنوان ’’الإغاثة البطيئة تُفاقم من الخطر’’، كتب ’’هوغ كورتازي’’ يوم أمس الاثنين مقالاً في ’’جابان تايمز’’ اليابانية استنتج خلاله أنه على الرغم من أن العالم قد شهد في العام الماضي كوارث طبيعية أودت بحياة 200 ألف نسمة وأحدثت دماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، فإن جهود الإغاثة التي تقوم بها الحكومات غالباً ما تأتي في وقت متأخر• صحيح أن المنظمات الحكومية تبذل قصارى جهدها للحد من تقصير الحكومات، لكن هذه المنظمات تعاني من نقص التمويل، وتعتمد في الأساس على المتطوعين• على سبيل المثال استجاب العالم بسخاء لكارثة تسونامي التي ضربت إندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلاند، لكن الصعوبات البيروقراطية عرقلت من جهود الإغاثة• وفي مجاعة النيجر التي كانت متوقعة، استجابت الحكومات بصورة أكثر بطئاً، وذلك بعد مناشدات من الأمم المتحدة• الكاتب، وهو سفير بريطانيا السابق في اليابان، أشار إلى أن طوكيو قدمت مساعدات لباكستان بعيد الزلزال الذي ضربها الشهر الماضي، لكن لم نسمع كثيراً عن جمعيات خيرية يابانية تعمل خارج اليابان، فهل بوسع الحكومة اليابانية تشجيع اليابانيين على تقديم العون للجمعيات الخيرية؟

’’مصنوع في أي الكوريتين؟’’: هكذا عنونت ’’جونغ آنغ ديلي’’ الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم الأحد الماضي لتطرح مشكلة مجمع ’’كاسونغ’’ الصناعي الموجود في كوريا الشمالية والذي يعد رمزاً للتعاون الاقتصادي بين الكوريتين، المشكلة تكمن في بلد المنشأ الذي يجب طباعته على المنتجات التي يتم تصنيعها في هذا المجمع، فحسب الاتفاقيات التجارية الدولية يجب أن تكون كوريا الشمالية هي بلد المنشأ بحكم موقع المجمع، لكن دولاً كالولايات المتحدة واليابان عادة ما تفرض حظراً على استيراد منتجات كوريا الشمالية أو تسمح بدخولها بتعرفة جمركية عالية، وفي هذه الحالة سيكون من المستحيل تصدير المنتجات المصنعة في مجمع ’’كيسونغ’’ إلى الخارج• من ناحية أخرى فإن هذه المنتجات حسب اتفاقات التجارة الحرة التي وقعتها كوريا الجنوبية العام الماضي مع كل من الاتحاد الأوروبي واليابان وسنغافورة، هي منتجات مصنعة في كوريا الجنوبية• غير أنه خلال الشهر الماضي ظهرت مشكلة جديدة وهي أن دول رابطة ’’الآسيان’’ رفضت الاعتراف بأن منتجات المجمع منتجات كورية جنوبية، استناداً إلى أن منظمة التجارة العالمية تعتبر أن بلد المنشأ هو البلد الذي يتم فيه التصنيع النهائي للمنتج، وهو ما لا يتوفر في منتجات المجمع الموجود في كوريا الشمالية•
وبما أن العائد السنوي للمجمع يصل إلى 20 مليار دولار، فإن وزير الوحدة ’’شانغ دونغ يانغ’’ أشار إلى ضرورة تعديل دستور كوريا الجنوبية، من خلال الاعتراف بإقليم كوريا الشمالية، وذلك لأنه من الصعب الاعتراف بأن المنتجات المصنعة في المجمع صناعة كوريا الجنوبية ما لم يتم إجراء هذا التعديل•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)