أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تغييرات في النسق الأعلى للسلطة تستهدف بحسب تقديرات المراقبين إعداد خليفته على عرش الكرملين عام 2008. وكان بوتين قد كشف سلسلة من القرارات التي جرى بموجبها نقل تعيين رئيس ديوان الكرملين، دميتري ميدفيدوف، نائبا اول لرئيس الحكومة استعدادا لتوليته لاحقا رئاسة الحكومة خلفا للرئيس الحالي ميخائيل فرادكوف المرشح للرحيل ربيع العام المقبل. وقرر بوتين كذلك تعيين سيرغي إيفانوف وزير الدفاع في منصب نائب رئيس الحكومة مع احتفاظه بحقيبة الدفاع، في الوقت الذي اتخذ فيه قرار تعيين سيرغي سوبيانين محافظ تيومين السيبيرية الغنية بثرواتها النفطية رئيسا لديوان الكرملين خلفا لميدفيدوف الذي يشغل ايضا منصب رئيس مجلس مديري مؤسسة «غاز بروم». وثمة من يرى في هذه التعيينات تعزيز مواقع أنصار الرئيس وسيطرتهم على مصادر الثروة الى جانب اعتبار إيفانوف المسؤول الأمني الاول في البلاد. وفي اطار نفس التوجهات، يمكن تناول تعيين شاميل إسحاقوف محافظ قازان ممثلا للرئيس في الشرق الأقصى والكسندر كونوفالوف النائب العام السابق في بشكيريا ممثلا للرئيس في منطقة ما جوار الفولغا. ويتوقف دميتري روغوزين زعيم كتلة «الوطن» وعدد من المراقبين السياسيين عند ترشيح ميدفيدوف لخلافة الرئيس الذي سبق أن جاء به من موطنه سان بطرسبرغ. ويبلغ ميدفيدوف اربعين عاما، وكان قد زامل بوتين في العمل تحت رئاسة عمدة سان بطرسبرغ اناتولي سوبتشاك بعد تخرجه في كلية الحقوق التي سبق أن تخرج فيها بوتين، وكذلك الكسندر كونوفالوف ابن سان بطرسبرغ الذي عينه بوتين ايضا ممثلا له في منطقة ما جوار الفولغا. ورغم انحصار الترشيحات حول النائبين الجديدين لرئيس الحكومة، فان الابواب لا تزال مفتوحة أمام عدد آخر من المرشحين الذين لا نستطيع ان نستثني منهم دميتري كوزاك ممثل الرئيس في القوقاز وجنوب روسيا، وهي المنطقة التي تحدد بدرجة كبيرة أبعاد الاستقرار في روسيا الى جانب آخرين ممن يحتفظ بهم بوتين في اطار الاحتياطي الاستراتيجي تحسبا لاحتمالات ما قد يطرأ من تغييرات خلال العامين القادمين.

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)