مجلس ’’العموم’’ يرفض قانونا اقترحه بلير حول مكافحة الإرهاب، والإسلام بريء من الشغب الفرنسي، وفوز ’’عمير بيريتس’’ بزعامة حزب ’’العمل’’ الإسرائيلي سيغير السياسة الإسرائيلية، وتساؤلات لابد من الإجابة عليها قبل إرسال ألفي جندي بريطاني إلى أفغانستان••• هكذا تنوعت جولتنا الأسبوعية السريعة في الصحافة البريطانية•

’’بلير يفشل في تمرير قانون مكافحة الإرهاب’’: بهذه العبارة عنونت ’’الأوبزيرفر’’ افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، لتعلق على خسارة رئيس الوزراء البريطاني لتصويت جرى في مجلس ’’العموم’’ البريطاني حول تمديد فترة اعتقال الأشخاص المشتبه في وجود صلة بينهم وبين الإرهاب إلى 90 يوماً• وحسب الصحيفة، فإن هذه هي المرة الأولى التي يفشل فيها بلير في تمرير مشروع قانون في البرلمان منذ أن جاء إلى السلطة عام •1997 وفي محاولة منها لتفسير أسباب خسارة بلير للاستفتاء خمنت الصحيفة أن رئيس الوزراء ربما يكون قد حسب المسألة على النحو التالي: طالما أن استطلاعات الرأي قبل الاقتراع على مشروع قراره كانت تظهر وجود دعم شعب قوي لموقفه، فإنه سيكسب التصويت حتماً• وحتى إذا ما خسره فإنه سيكون على الأقل قد حافظ على مبادئه التي اعتنقها منذ البداية في نطاق حربه على الإرهاب• بلير لو كان قد فكر بهذه الطريقة، فإنه سيكون، حسب الصحيفة، قد زج بنفسه في ’’أرض سياسية وعرة’’• فهو ربما يكون مقتنعا بأن أفضل وسيلة لحماية أمن البلاد وصيانة الديمقراطية هي منح الشرطة البريطانية ما تريده من سلطات، إلا أنه فشل في إقناع البرلمان بذلك وكان إقناع البرلمان في هذه الحالة تحديدا هو المهم وليس اقتناعه الشخصي•

’’التجني على الإسلام’’:كان هذا هو فحوى الموضوع الذي كتبه ’’ديفيد آرونوفيتش’’ في عدد ’’التايمز’’ اللندنية أول من أمس الثلاثاء، والذي يقول فيه إنه قد تلقى على بريده الاليكتروني عددا كبيراً من الرسائل من قرائه يقولون في معظمها إنهم وإنْ كانوا غير فرنسيين، ولم يزوروا فرنسا في الآونة الأخيرة، إلا أنهم يعرفون حق المعرفة أن الإسلام وراء كل ما حدث• والكاتب ينعت أصحاب تلك الآراء باللاموضوعية والخروج عن المنطق، فليس من المعقول في نظره أن يتم تحميل الإسلام مسؤولية كل المصائب التي تحدث في أي منطقة في العالم• وحسب الكاتب، فإن ما يثبت بطلان هذه الآراء أن المناطق ذات الأغلبية المسلمة في العاصمة الفرنسية كانت هي أكثر المناطق هدوءا• وهو يرى أن سبب مثل هذه الآراء المتحاملة على الإسلام هو الخلط بين المسلمين وبين ’’الإسلاموية’’• فليس كل المسلمين إسلامويين يتبعون أجندة متطرفة• وهو يقول إن الغالبية العظمى من المسلمين ليسوا إسلامويين ولا ’’مجاهدين’’ ولا متعصبين وإنما هم أناس عاديون متعلمون ومثقفون أذكياء، وإنْ وجد بينهم متطرفون فذلك ليس مقصوراً عليهم، بل هو موجود أيضا لدى أتباع الديانات الأخرى، فليس هناك بالتالي ما يدعو إلى الخوف المرضي من الإسلام والمسلمين•

’’رجل سيحدث ثورة في السياسات الإسرائيلية’’: هكذا عنون ’’جوناثان فريدلاند’’ مقاله المنشور في صحيفة ’’الجارديان’’ أمس الأربعاء، مشيراً إلى أن الأسبوع الأخير قد حمل أنباء طيبة من جبهة الصراع العربي- الإسرائيلي منها الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول فتح معابر غزة، وحرية التنقل بين القطاع وبين مصر، مما سيحول دون تحول القطاع إلى أكبر سجن في العالم• أما الخبر الجيد الآخر فكان انتخاب ’’عمير بيريتس’’ اليهودي من أصل مغربي رئيسا لحزب ’’العمل’’ خلفا لـ’’شمعون بيريز’’• وحسب الكاتب، فإن ’’بيريتس’’ سيحدث حالة من الـ’’بيروسترويكا’’ على حد الوصف الذي أطلقه ’’يوري أفنيري’’•• والسبب في ذلك هو أن ’’بيريتس’’ من الداعين لإقامة دولة فلسطينية، ومن الداعين لإجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، بل إنه من الداعين للعودة إلى مسار ’’أوسلو’’، ووضع نهاية للسياسات التي ينتهجها شارون من جانب واحد أيضا• وكاتب المقال يزعم أن تلك المواقف التي يتبناها الرجل ليست لها علاقة بالحسابات الانتخابية، وإنما هي مواقف معلنة ومعروفة حتى من قبل انتخابه• وهو يتساءل في نهاية مقاله: هل سينجح ’’عمير بيريتس’’ خصوصا وأنه ليس رجلا عسكريا في بلد كان معظم قادته من الجنرالات السابقين، وأنه يواجه أيضا خصماً شرساً ممثلا في شارون، وأن معظم التوقعات ضده؟ هو شخصيا يعتقد أن الرجل قادر على تحقيق ذلك بدليل أن كل التوقعات كانت ضده، ومع ذلك فاز برئاسة حزب ’’العمل’’•

تساؤلات قبل التوجه إلى أفغانستان: تحت عنوان ’’تساؤلات يجب أن يسألها الجيش قبل التوجه إلى أفغانستان’’، عنون مراسل صحيفة ’’الديلي تلغراف’’ في لاهور- باكستان، تقريره الذي تطرق فيه إلى نية بريطانيا إرسال 2000 جندي إلى مقاطعة ’’هلملاند’’ الواقعة في جنوب أفغانستان والتي تعد من أخطر المقاطعات، وكذلك نيته إرسال ما بين 1500- 2000 جندي آخرين في الربيع القادم لنشرهم في أماكن أخرى• وجاء في التقرير أن هذا الحشد العسكري البريطاني ضروري جداً لمواجهة تزايد نشاط ’’طالبان’’ مجدداً في المناطق الريفية في جنوب أفغانستان، ولمواجهة تجارة المخدرات التي تستخدم في تمويل أنشطة تنظيم ’’القاعدة’’، ولكن الجيش البريطاني في حاجة إلى أن يجيب على عدة أسئلة قبل أن يقوم بنشر قواته هناك، منها: هل سيكون لدى الجيش البريطاني تفويض واضح ولا لبس فيه بالمهام التي سيقوم بها وتلك التي سيمتنع عنها؟ هل ستكون هناك تفاهمات واتفاقات وقواعد واضحة محددة في التعامل مع حكومة الرئيس حامد كرزاي؟• ما هو المدى أو النطاق الذي ستعمل قوات الجيش البريطاني في نطاقه؟ والسؤال الذي يلي ذلك هل ستحصل تلك القوات على دعم صريح وكامل من باكستان في مجال إيقاف خطوط إمداد ’’طالبان’’ والقضاء على قاعدة التجنيد الضخمة التي أقامها النظام داخل المدن الباكستانية؟ وما لم تحصل بريطانيا على إجابات مقنعة عن تلك الأسئلة فإن إرسال قواتها إلى هناك سيكون أمرا محفوفا بالمخاطر•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)