الاتحاد

إقليم كوسوفو يطالب بالاستقلال عن السيادة الصربية، وثمة أسباب منطقية لرفع حظر مبيعات الأسلحة الأميركية إلى إندونيسيا، ودعوة لتفعيل دور ألمانيا في الاتحاد الأوروبي، وبوادر هشاشة في التحالف بين واشنطن وسيئول••• موضوعات نعرض لها ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية•

شعبي يستحق الاستقلال: هكذا عنون ’’هاشم تاجي’’ مقاله يوم الجمعة الماضي في ’’إنترناشيونال هيرالد تريبيون’’ مشيراً إلى أن المحادثات المتعلقة بمصير إقليم كوسوفو ستبدأ في القريب العاجل، والقضية المحورية في هذه المحادثات ستكون مسألة السيادة• لكن صربيا تقول إذا كانت الإثنية الألبانية تدير شؤونها بنفسها داخل إقليم كوسوفو، فإن الإثنية الصربية يجب أن تقوم بالشيء ذاته، ما يعني أن بلغراد لا تريد التطرق إلى مسألة السيادة في الإقليم• ’’تاجي’’ رئيس ’’الحزب الديمقراطي’’ في ’’كوسوفو’’ والقائد السياسي السابق لـ’’جيش تحرير كوسوفو’’، يرى أن شعبه لديه الحق في أن تكون له السيادة على الإقليم، الذي حصل على الحرية لأول مرة خلال القرن الجديد، كما أجريت انتخابات حرة في الإقليم وتم تنصيب قيادات ديمقراطية منتخبة، وتم وضع إطار للدستور• شعب كوسوفو يستحق الاستقلال، وخاصة أنه عانى من حكم الصرب لفترات طويلة، تعرض خلالها سكان الإقليم للتطهير العرقي حيث اكتوى ألبان كوسوفو بنار التطهير العرقي ثلاث مرات خلال القرن العشرين• الكاتب طرح تساؤلاً مؤداه لماذا لا نتوقع أن يتعرض سكان كوسوفو إلى المخاطر ذاتها التي تعرضوا لها في الماضي في حال ظهور التيارات القومية المتشددة في صربيا مرة أخرى، حتى في ظل حكومة ديمقراطية صربية؟

سكان كوسوفو يتفهمون جيداً قلق المجتمع الدولي تجاه حقوق الأقلية الصربية في الإقليم، لكن لابد من توضيح أمر مهم وهو أن الإثنية الألبانية تشكل 90% من سكان كوسوفو• موقف صربيا من مطلب سكان كوسوفو الخاص بالاستقلال يتمثل في منح الإقليم ’’شيئا أكثر من الحكم الذاتي وأقل من الاستقلال’’، ما يعني أن بلغراد لا تريد منح السيادة لسكان الإقليم• ’’هاشم تاجي’’ خلص إلى استنتاج مفاده أنه من الأفضل أن تحصل كوسوفو على استقلالها، لأنه في هذه الحالة ستنعم منطقة البلقان بالسلام والرخاء وحكم القانون•

جديد العلاقات الأميركية-الإندونيسية: ضمن مقاله المنشور يوم السبت الماضي في ’’البرافدا’’ الروسية، سلط ’’فلاديمير فاسيكوف’’ الضوء على قيام الولايات المتحدة برفع حظر بيع الأسلحة لإندونيسيا• وحسب الكاتب، فإنه على الرغم من رفض مجلس ’’الشيوخ’’ لهذه الخطوة، فإن الكونجرس مرر قرار رفع الحظر عن جاكرتا، وهو الحظر الذي استند إلى انتهاك جاكرتا لحقوق الإنسان أثناء حربها مع انفصاليي تيمور الشرقية عام •1999 الخارجية الأميركية دافعت عن قرار رفع الحظر استناداً إلى أن إندونيسيا بلد إسلامي معتدل، ومن المهم الحفاظ على علاقات صداقة بثالث أكبر دولة ديمقراطية في العالم• موقف واشنطن من جاكرتا تغير، خاصة إذا علمنا أن الأميركيين كانت لديهم مطلع العام الجاري نية الإبقاء على الحظر المتمثل في منع المساعدات المالية ومبيعات الأسلحة عن جاكارتا، بحجة أن الأخيرة لا تحترم حقوق الإنسان وليست لديها إدارة مدنية قوية لقواتها المسلحة• ومع ذلك قدمت واشنطن في 2005 ما أسماه الكاتب بـ’’تنازلات’’ لجاكارتا منها السماح بتزويدها بقطع غيار لطائرات نقل عسكرية من طراز (C-031 هيركليز( وهي طائرات حربية يتم تصنيعها في إندونيسيا، وتم استخدامها في عمليات الإغاثة داخل جزيرة سومطرة التي ضربتها موجة المد البحري الزلزالي ’’تسونامي’’ نهاية العام الماضي• وحسب الكاتب، يتذكر الأميركيون العلاقات القوية مع إندونيسيا إبان حكم ’’سوهارتو’’ ما يجعلهم يأملون في الاعتماد الآن على جاكارتا كحليف قوي في مكافحة الإرهاب•

ومن ناحية أخرى ترغب الولايات المتحدة في استثمار نفوذها داخل إندونيسيا بغرض تقوية الوجود العسكري الأميركي في منطقة جنوب شرق آسيا، إضافة إلى سعي واشنطن نحو تحقيق توازن في هذه المنطقة يحول دون هيمنة الصين عليها•

ميركل والاتحاد الأوروبي: في افتتاحيتها المنشورة يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان ’’مطلوب رؤية ألمانية للاتحاد الأوروبي’’، رأت ’’هاندلسبلات’’ الألمانية أن أوروبا الموحدة انتظرت، ولفترة طويلة، دوراً قيادياً فاعلاً من برلين داخل الاتحاد، خاصة في ظل وجود حكومات ضعيفة في البلدان الأوروبية الكبرى وهي فرنسا وبريطانيا وإيطاليا• وبعد فوز ’’أنجيلا ميركل’’ في الانتخابات البرلمانية الألمانية الأخيرة، يمكن القول إن هذه السيدة لن يمكنها الاستمرار في تفعيل المحور الألماني- الفرنسي بالطريقة التي انتهجها المستشار الألماني السابق ’’جيرهارد شرويدر’’، ذلك لأنه من الصعب على حلف واحد الهيمنة على أوروبا الموحدة التي تضم 25 دولة• الصحيفة رأت أن على برلين استرجاع دورها كوسيط بين واشنطن وباريس• ويتعين على ألمانيا توسيع نطاق سياستها الأوروبية لا سيما وأن ثمة تباعداً بين الموقف الألماني والفرنسي تجاه أوروبا الموحدة• وعلى برلين أن تتجنب في عهد ’’أنجيلا ميركل’’ الخلافات القائمة بين دول الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه عليها أن تحدد بوضوح الاتجاه الذي يتعين على أوروبا الموحدة السير فيه•

تحالف هش: تحت عنوان ’’سيئول ليست الحليف الذي تستحقه واشنطن’’، وفي مقاله المنشور يوم الأحد الماضي في ’’جابان تايمز’’ اليابانية، رصد ’’دوج بانداو’’ مظاهر الضعف في التحالف القائم بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية• على سبيل المثال، بعد يوم واحد من الزيارة التي قام بها يوش إلى كوريا الجنوبية، أعلنت سيئول أنها ستسحب ثلث قواتها المتمركزة في العراق• ’’بانداو’’ وهو زميل رئيسي في معهد ’’كاتو’’ بواشنطن، أشار إلى أن الولايات المتحدة أنقذت عام 1950 كوريا الجنوبية من العدوان الكوري الشمالي، ومع ذلك تتبنى سيئول موقفاً مغايراً لموقف واشنطن تجاه أزمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية• كوريا الجنوبية ترفض إيواء لاجئين من كوريا الشمالية وذلك على رغم أن واشنطن تطالبها باستضافتهم• وعلى الرغم من أن القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية يصل عددها إلى 33 ألف جندي، فإن الرأي العام في كوريا الجنوبية ينظر إلى الولايات المتحدة كمصدر تهديد يفوق التهديد الذي تتعرض له سيئول من بيونج يانج! والأهم من ذلك كله أن كوريا الجنوبية ترفض أن تقوم الولايات المتحدة باستخدام أراضيها لشن حرب في شرق آسيا، وأن واشنطن لا تستطيع استخدام قواتها المتمركزة في كوريا الجنوبية دون الحصول على إذن من سيئول••• فهل هذا تحالف عسكري؟!