ان ما حصل خلال الاشهر الماضية يدفعنا الى التفكير جديا بتفعيل الحوار العربي الاوربي وخاصة حول اصرار امريكا على تلفيق الشهادات وفبركة قضايا لاتهام سورية زورا وبهتانا وكذبا وافتراءا ويجب ان نساهم جميعا في مساعدة الاتحاد الاوربي على ازاحة الوحش الامريكي لكي يعيد التوازن الى الساحة الدولية الذي اهتز وانهيار مع سقوط المنظومة الاشتراكية وبروز امريكا كقوة وحيدة متفردة تفعل ما تريد وتشرع ما يريد الصهاينة وتقود العالم الى مزيد من التنقض والاقتتال والحروب

- تشكل القارة الاوربية قطبا مهما على الساحة الدولية وخاصة بعد توسع الاتحاد الاوربي وبعد ان بدأت اوربة تتحر شيئا فشيئا من سيطرة امريكا وبعد ان اصبح لها عملتها الموحدة اليورو

-لقد شكل الوطن العربي على مد العصور مجالا حيويا لاوربة ولقد بدا الحوار مع اوربة لاول مرة في عام 1973 عندما استخدم العرب سلاح النفط ومن هنا كانت بداية الحوار العربي الاوربي وما يهمنا اليوم ان نفعل الحوار بحيث يكون مثمرا لنا ولاوربة حتى تشعر اوربة بمصلحتهامعنا فتدافع عنا وتأخذ مواقف جدية في مجلس الامن او غيره من المؤسسات الدولية

_- ان تاريخ العلاقات الدولية قد شهد تغيرات نوعية وتطورات جذرية في هذه العلاقات وفي مختلف المجالات سياسية - اقتصادية - اجتماعية -.... ويلا حظ في الزمن الراهن الميل للتقليل من استخدام القوة في العلاقات الدولية وترجيح الوسائل الدبلوماسية لتحقيق اهداف الدولة في المجال الخارجي وفي هذا الاطار ظهرت وتطورت مفاهيم عديدة مثل :

_- التعايش السلمي

_- الامن الجماعي

_- المفاوضات

-توازن القوى

_- التنظيم الدولي

والحوار هو احد الوسائل التي تصب في هذا السياق اي تحقيق مصالح الدول بعيدا عن استخدام القوة للوصول الى ارضية من التفاهم بما يضمن تحقيق مكاسب مشتركة لكل من الطرفين المتحاورين

ولفظة حوار تكتسب معنى اجتماعي ثقافي حضاري معاصر وما استخدم فيه هذا القول يجعلنا نقول ان القائمة واسعة تشمل ذلك النوع من تبادل الحديث - كذلك التفاوض في اوضاع توترت الى اقصى حد وقد اكتسبت كلمة حوار على مستوى العلاقات الدولية دلالة سياسية تفيد بان الحوار اكثر من مجرد اللقاء لكنه ادنى من المحادثات والمفاوضات

اطراف الحوار :

_- النظام الاقليمي العربي

_- النظام الاقليمي الاوربي

_- مشاكل النظام الاقليمي العربي:

_- مشاكل ناتجة عن البيئة الاقليمية

_- مشاكل ناتجة عن البيئة العربية

_- مشاكل ناتجة عن البيئة الدولية

ان الحوار العربي الاوربي مهم جدا في الفترة الراهنة في ظل المتغيرات الدولية التي اطاحت بدول ونظم ومفاهيم وفي ظل توحش راعي البقر الامريكي لذا تبقةى اوربة احد الاحتمالات الرئيسية القائمة لاعادة التوازن الدولي ببروزها كقطب يساوي ويكافئ امريكا على الساحة الدولية

العوامل المساعدة للحوار

_- العامل الجغرافي

_- العامل التاريخي

_- عامل المصالح المشتركة

وهنا يجب علينا كعرب وكسوريين ان نقنع اوربة بان لها مصالح هنا وان نعطيها استثمارات وعقود وغير ذلك بحيث تشعر بمصلحتها للدفاع عن قضايا العرب عموما والسوريين خصوصا

الشراكة الاوربية المتوسطية اهم محطات الحوار

ان مبدأ المصالح المشتركة هو المستند الاساسي للشراكة بين طرفين لاقامة تعاون ثابت ومتطور وفي غياب مبدأ الاشتراك في المصالح يصبح التعاون عبارة عن مساعدة طرف لطرف لذا لابد من نضمن استمرارية التعون والحياة لهذا التعاون لذا لابد من قيام التعاون على اساس المصالح المشتركة

ومن هنا تاتي الموافقة العربية على الشراكة الاوربية المتوسطيةنتيجة رغبة سياسية بالدرجة الاولى ونتيجة ما يمر به النظام العالمي بوجه عام والمنطقة العربية بشكل خاص لاسيما بعد مؤتمر مدريد ورفض اسرائيل للسلام وظهور مشاريع متعددة ومتنوعة وعلى راسها مشروع الشرق الاوسط الجديد واحتلال العراق ومحاولة فرض المشروع بالقوة على سورية ولبنان ودول المنطقة

اذا لابد من التعامل مع اوربة بطريقة جديدة تعود بالفائدة على الطرفين بعد اجراء عدد من الترتيبات العربية الداخلية لان ايضا اوربة تفكر مثلنا بنفس المنطق وهناك عدة مقدمات كانت دافع اوربة للشراكة هي :

_- المتغيرات الدولية

_- حرب الخليج الثانية

_- مؤتمر مدريد للسلام

_- الدور الاوربي الفاعل في عملية السلام الذي دعت اليه سورية

القيود المفروضة على الدور الاوربي

_- قيود متعلقة بااتحاد الاوربي ذاته فهو يعيش تجاذبات وغير موحد الرؤية تماما

_- قيود متعلقة بالقلق الاسرائيلي من دور اوربي فاعل في التسوية وفي الشرق الاوسط

_- قيود متعلقة بالموقف الامريكي حيث لا تخفي امريكا انزعاجها من ايدور اوربي مستقل لا يكون تحت السقف الامريكي

_- قيود متعلقة بالموقف العربي حيث ان العرب ليسوا كلا واحدا حيال التسوية والتطورات في المنطقة وللاسف تستطيع امريك تحييد المواقف العربية حيث حولت امريكا الحكومات العربية الى ديكور وشكل بلا مضمون( اغلب الحكومات حتىلا نظلم احد)

المشروع الشرق اوسطي والرد الاوربي بالطرح المتوسطي
هو مشروع طرحه شيمون بيريز رئيس وزراء اسرائيل الاسبق عام 1993 وهو مشروع من شقين امني واقتصادي وهما متربطان ومتشابكان هدفه تفكيك النظام العربي اكثر مما هو مفكك حاليا وقد عقدت عدة مؤتمرات لتنفيذه اهمها :

_- مؤتمر الدار البيضاء 1994

_- مؤتمر عمان 1995

_- مؤتمر القاهرة 1996

_- مؤتمر الدوحة 1997

من برشلونة انطلق قطار التعاون الاوربي المتوسطي وسط امال عريضة بارساء شراكة حقيقية ندية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية اوربية متوسطية تقوم على التعاون في المجالات ذات النفع المتبادل في ظل الامن والاستقرار بحيث تتحول منطقة المتوسط الى منطقة امن وازدهار وسلام وفق عدة مبادئ اهمها :

_- العمل وفق ميثاق الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان

_- تعزيز الامن الاقليمي والتعاون وتطوير حكم القانون والديموقراطية

_- اقامة شراكة اقتصادية ومنطقة تجارة حرة

دعم الاقتصاد الحر وتطويره

_- نقل التقانة

_- ازالة الحواجز التي تعترض الاستثمارات

_- التقارب بين الشعوب بفرض الحوار والاحترام بين الثقافات والاديان

آن التعاون العربي الاوربي يمكن آن يطرح نتائج يستفيد منها الطرفان وهذا التعاون يجب آن يقوم على مبدأ المصالح المشتركة وفي غياب ذلك تعاني هذه العلاقة من الهشاشة وتصبح قابلة للتراجع باستمرار ودليل ذلك ما حصل من قطيعة بيننا وبين فرنسا في الاونة الاخيرة ومسألة المشاركة تعني انه بامكان الاطراف المتعاونة تبادل قيم ذات طبيعة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية هذا التبادل يخلق وينمي تدفقات عكسية مفيدة للطرفين

ومن المتوقع آن العالم مقبل في المرحلة القادمة على ولادة اقطاب دولية جديدة ستأخذ مكانها على خارطة صياغة القرار العالمي وسيزول نظام القطبية الاحادية الذي تستأثر به الولايات المتحدة الامريكية منذ سقوط جدار برلين وما استتبع ذلك من اندثار للقطبية الثنائية ولادة القطبية المتعددة تأتي كنتيجة حتمية لما يشهده العالم من تشكل لتكتلات الدولية ستأخذ بعد آن يكتمل نموها موقعها الدولي مع ما يعني ذلك من السعي لتحقيق طموحاتها ومصالحها

والاتحاد الاوربي يزداد يوما بعد يوم تماسكا لانه اصبح خيارا استرتيجيا للشعوب الاوربية وخاصة بعد ضم بعض دول اوربة الشرقية وبعد مفاوضات تركيا للانضمام وبعد توقيع الشراكات مع دول المتوسط

واذا كان المطلوب من الدول العربية التنسيق والتعاون مع كافة القوى والمنظمات والتكتلات بالنظر الى العولمة التي يشهدها الاقتصاد العالمي في هذه المرحلة فانه من الضروري ايجاد نوع من التكاملية في التعاون مع احد التكتلات الدولية ليحفظوا بذلك المكانة الدولية التي يستحقونها وليساهموا من موقعهم بما يمتلكون من طاقات ومكانات في صناعة القرار الدولي وهناك جملة من الاسباب التي تدفع باتجاه تمتين العلاقة بين العرب والاوربيين خاصة آن المردود الايجابي سيكون في صالح الطرفين وياتيفي مقدمة هذه الاسباب موقف الاتحاد الاوربي من مسيرة السلام العربي الاسرائيلي ومناصرته المعلنة لقرارات الشرعية الدولية التي تتكز المطاليب العربية على تحقيقها والذي هو موقف اقرب الى الحق من الموقف الامريكي المنحاز الى جانب اسرائيل زورا وبهتانا

تبقى الصيغة او الاطار الذي يجمع العرب كتكتل اقليمي هي الاجدى ومن خلالها يكون الموقف العربي اكثر فاعلية

ولقد اكد وزير خارجية سورية الذي القى كلمة في برشلونة باسم السيد الرئيس بشار الاسد في 28 تشرين الثاني 2005 حرص سورية الشديد على التعاون مع اوربة وضرورة انقاذ المسيرة السلمية وشرح التعاون مع لجنة التحقيق الدولية وضبط الحدود مع العراق

آن التعاون العربي الاوربي يشكل مصلحة للطرفين لاسيما آن التعاون سيعود بنتائج ايجابية على الجانبين اذا كان مدروسا ومتكاملا

بالنسبة لاوربة هناك مصالح حيوية متعددة لها ضمن الوطن العربي ومن مصلحة اوربة دعم دعم قيام استقرار سياسي وانتعاش اقتصادي على الضفة الجنوبية والشرقية للبحر المتوسط وقيام هذا الاستقرار بحاجة لدعم اوربي ملموس

وتستطيع اوربا ايجاد المناخ الملائم للتعاون مع العرب ومن ذلك ايجاد طريق خاص ينأى باوربة عن السياسية الامريكية في المنطقة

وبالنسبة للعرب هناك عدة امور تحفز التعاون مع اوربة حيث عارضة اوربة منذ عام 1967 انتهاكات اسرائيل الدائمة للقانون الدولي بينما فضلت امريكة التحالف مع اسرائيل على آن تطبق القانون الدولي العام

كذلك الموقف الاوربي وتناقضه مع الموقف الامريكي حيال عملية التسوية في الشرق الاوسط حيث يقوم موقف اوربة على دعم قرارات مجلس الامن بينما تطبق امريكا في المنطقة سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع العرب من جهة ومع اسرائيل من جهة اخرى

وهكذا نرى آن خيار التعاون مع اوربة امرا مهما وضروريا للعرب ياتي في اطار الاعداد للمستقبل وهذا الاعداد يتطلب دراسة دقيقة ومتانية للوصول الى الحل الامثل الذي يساعد العرب عموما وسورية خصوصا على تبوأ مكانة دولية يستطيعون معها فرض احترامهم ووجودهم وهذا ما اكده القائد الشاب بشار الاسد في كلمته على مدرج جامعة دمشق التي القاها ردا على الاكاذيب والضغوط التي تمارسها ادارة بوش الصغير ومن لف حوله.