النهار / شعبان عبود

بيان سوري – ايراني طالب بتحقيق دولي "محايد"

طالبت طهران ودمشق، في بيان مشترك صدر في ختام زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لسوريا، بتحقيق "على اسس مهنية وحيادية" في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأكدتا دعمهما للمقاومة اللبنانية، وأيدتا العملية السياسية في العراق ودعتا الى وضع جدول زمني لخروج القوات الاجنبية من هذا البلد.

وفي رسائل موجهة الى اكثر من طرف داخلي لبناني واقليمي ودولي، عقد احمدي نجاد في دمشق لقاءات شملت الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والهيئة الادارية لجمعية علماء الدين المسلمين في لبنان، الى زعماء عشرة فصائل فلسطينية.

البيان الختامي

وصدر في كل من دمشق وطهران بيان مشترك هنا نصه: "في اطار توطيد وتطوير العلاقات الاخوية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية وتلبية للدعوة الرسمية المقدمة من السيد الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية، قام فخامة الدكتور محمود احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية على رأس وفد رفيع المستوى بزيارة للجمهورية العربية السورية من 19 كانون الثاني يناير الى 20 كانون الثاني يناير 2006.

وقد بحث الجانبان خلال هذه الزيارة في اهم القضايا التي تهم الجانبين وكذلك التطورات الاقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر في تلك الامور.

أبدى الجانبان ارتياحهما الى المستوى العالي للعلاقات السياسية بين البلدين واكدا اهمية تعميقها، كما عرضا أوجه التعاون الاقتصادي والمشاريع المشتركة بينهما واكدا حرصهما على تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وعلى الاستفادة المثلى من الامكانات المتوافرة في البلدين من اجل تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات. واكد الجانبان على ضرورة ازالة الاحتلال الاسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري والاراضي الفلسطينية وما تبقى من الاراضي اللبنانية وضمان حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته في تحرير ارضه وفي العودة واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. وفي هذا المجال تؤيد الجمهورية الاسلامية الايرانية بقوة مواقف سوريا المبدئية في سبيل استعادة اراضيها المحتلة حتى خط الرابع من حزيران 1967. اعرب الجانبان عن ادانتهما للتهديدات والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة لسيادة لبنان وعبرا عن تقديرهما للمقاومة البطولية للشعب اللبناني في مواجهة هذه الانتهاكات الاسرائيلية. ودان الجانبان مجددا جريمة اغتيال المرحوم رفيق الحريري مؤكدين حرصهما على أن يأخذ التحقيق الدولي مجراه على اسس مهنية وقانونية وحيادية، وشجبا أي محاولة لاستغلال هذه الجريمة الاثمة لاغراض سياسية تستهدف الضغط على سوريا والابتعاد عن الوصول الى الحقيقة الذي هو الهدف الاساسي للجنة التحقيق الدولية. كما اعتبر الجانبان ان توجيه الاتهامات المسبقة قبل انتهاء التحقيق الدولي هو استفزاز غير مبرر ويخدم اعداء لبنان وسوريا، كما اكدا دعمهما لاستقرار لبنان وسيادته.

اعرب الجانبان عن قلقهما من استمرار التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة وحذرا من التداعيات السلبية لذلك على استقرار وأمن المنطقة. أكد الجانبان مجددا دعمهما للعملية السياسية الجارية في العراق، وشددا على ضرورة تحقيق الامن والاستقرار والوفاق الوطني بين جميع اطياف الشعب العراقي وفي هذا الاطار رحبا بكل الجهود المبذولة من الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي ودول جوار العراق والمبادرة العربية للوفاق الوطني لتحقيق هذه الاهداف. وحثا على ضرورة متابعة الجهود الهادفة الى تحقيق ذلك. كما رحبا باجراء الانتخابات العراقية لتشكيل جمعية وطنية وحكومة عراقية تشارك فيها الاطياف العراقية كافة معلنين استعدادهما لتقديم الدعم والمساعدة للحكومة الجديدة في كل المجالات. اكد الجانبان ضرورة الحفاظ على وحدة العراق ارضاً وشعباً ودانا كل الاعمال الارهابية التي تستهدف المواطنين العراقيين ومؤسساتهم، وطالبا بضرورة الاسراع في وضع جدول زمني لخروج قوات الاحتلال من العراق لكي يتمكن الشعب العراقي من تحقيق تطلعاته في الامن والاستقرار والنمو والازدهار. كما اكد الجانبان ضرورة تنفيذ قرارات الامم المتحدة القاضية بجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، وفي مقدمها الاسلحة النووية وطالباً المجتمع الدولي بالعمل على اخضاع النشاطات والمنشآت النووية الاسرائيلية لنظام رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحملها على الانضمام الى معاهدة عدم الانتشار النووي (ان بي تي). كما اكد الجانبان حق كل الدول وضمنها الجمهورية الاسلامية الايرانية في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا والطاقة النووية وفقاً لمعاهدة عدم الانتشار النووي (ان بي تي) بعيداً من سياسة الانتقائية وازدواجية المعايير التي تمارسها بعض الاوساط الدولية في هذا الصدد. وعبر الجانبان عن املهما في ان يسود مناخ العدالة والمساواة العلاقات الدولية بعيداً من اساليب الهيمنة والانتقائية وضرورة التمسك بالحوار كأسلوب امثل لحل القضايا الدولية.

وقد شكر فخامة الدكتور احمدي نجاد السيد الرئيس بشار الاسد على الحفاوة والاستقبال الحار اللذين استقبل بهما والوفد المرافق ووجه الدعوة لسيادته لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية وقد قبلها شاكراً".

لقاء نصر الله

وأفادت مصادر اعلامية في وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء "ارنا" الايرانية في دمشق ان الرئيس الايراني وصف خلال لقائه نصر الله مساء الخميس الدور الذي يضطلع به "حزب الله" في مواجهة الاعتداءات الاسرائلية بانه "هام جدا". وقال خلال هذا اللقاء الذي تم في مقر اقامته بدمشق ان "رسالة حزب الله في لبنان ليست رسالة طائفية او خاصة بالمسلمين فقط وانما رسالته رسالة ‌الإسلام الاصيل لجميع البشريه لان التوحيد والعدل قضية ونظرية مشتركة بين جميع البشرية". وأضاف: "ان الغربيين في هجمتهم الثقافية خلال العشرين عاما المنصرمة، كانوا ينوون القضاء على ايمان وتدين الشعب الايراني وتصور الكثير في ايران ان التغيير الظاهري للشباب قد اضعف ايمانهم وعقيدتهم، لكنهم غفلوا عن ان تعاليم وارشادات الامام الخميني وقائد الثورة الاسلامية قد ترسخت في اعماق الشعب الايراني".

وقالت المصادر أن نصر الله "عرض التطورات في الساحة اللبنانية".

لقاء بري

وامس استقبل احمدي نجاد بري في مقر اقامته في قصر الشعب بدمشق.

وأوضحت مصادر اعلامية ايرانية ان احمدي نجاد اكد خلال اللقاء "أهمية استمرار المقاومة و الوحدة والسلم الأهلي في لبنان"، معتبراً ان "ذلك من اهم عوامل فشل الاستكبار العالمي في تنفيذ مخططاته لتثبيت الكيان الصهيوني في المنطقة بعد اتفاق كمب ديفيد". وأضاف: "ان العدو الذي كان يوما في سكرته خلال احتلال بيروت واطلق شعار من النيل الى الفرات، يفتقر اليوم الى الهدوء والامن حتى داخل كيانه وذلك بسبب العلاقات الجيدة بين سوريا ولبنان".

وأمل الرئيس الايراني "ان يستمر هذا الطريق الى ان يتم تدمير اعداء ‌الاسلام". واعتبر "ان العدو يحاول من خلال زرع بذور الفتنة وزعزعة الامن في لبنان ان يلقي بمشاكله ويأ‌سه على جبهة المقاومة". وقال: "يجب ان يستغل الشعب اللبناني كل طاقته وحكمته لصون الهدوء والوحدة في لبنان و ان يسد الطريق امام مؤ‌امرات العدو". وأعرب عن سروره بالوحدة واللحمة القائمة بين حزب الله وحركه امل"، مشددا على "استمرارها" ومعتبرا اياها "رمز انتصارات الشعب اللبناني و جبهة المسلمين".

و اضاف: "ان وضع العدو في دول المنطقة كالعراق وافغانستان وفلسطين يبين لنا بشائر سقوطه وخسارته المعركة، وان النصر سيحصل بفضل المقاومة و الصبر".

أما بري، فقال ان زيارة الرئيس الايراني لسوريا "في هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية التي تشهدها المنطقة مهمة للغاية". ورأى إن "الضغوط التي تمارس على ايران للحيلولة دون حصولها على التقنية النووية السلمية ، تأتي بصورة غير مباشرة لإيقاف المقاومة في جنوب لبنان". أضف ان "الجهود التي تبذل لاستغلال جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري تهدف إلى تحطيم الوحدة اللبنانية و فصل لبنان عن سوريا". وخلص الى أن "وحدة الشعوب الاسلامية و التضامن بين دول المنطقة كفيل باحباط المؤامرات المعادية".

الفصائل الفلسطينية

وقالت مصادر أن احمدي نجاد التقى جانبياً رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" خالد مشعل لدى استقباله عشرة فصائل فلسطينية.

وقال احمدي نجاد ان "السبيل الوحيد لتحرير كل التراب الفلسطيني هو الوحدة والتنسيق والتعاطف بين جميع الفصائل الفلسطينيه"، مشددا على انه "لا يمكن أية قوة مواجهة كفاح شعب في العالم".

ووجه خطابه الى زعماء الفصائل الفلسطينيه قائلاً: "انتم الذين رفعتم علم الجهاد خلال سنوات طوال وفتحتم باب المقاومة للشعب الفلسطيني، ينبغي ان تكونوا بعضكم الى جانب البعض وينبغي ان تتوكلوا علي الله وتعتمدوا في جهادكم على الشعب الفلسطيني". وأكد دعم بلاده " لاهداف الشعب الفلسطيني في ازالة الاحتلال عن الاراضي الاسلامية المقدسة"، قائلاً ان "فلسطين هي ساحة مصيرية في تاريخ الشعوب الاسلامية".

وعزا "ضغوط الغرب لمنع طهران من حقها في نيل التقنية النووية السلمية الى "دعم ايران حق الشعب الفلسطيني وتأكيداتها لازالة الاحتلال".

جمعية علماء ‌الدين

والتقى الرئيس الايراني اعضاء الهيئه الادارية لجمعية علماء ‌الدين المسلمين في لبنان، وقال خلال اللقاء ان "الفكر الاسلامي الاصيل اليوم يمر بأكثر المراحل حساسية في التاريخ وقد جاء الى الساحة عقب قرون من العزلة وان براعم الصحوة الاسلامية اليوم تنمو وتزدهر". واشار الى "دور الصحوة لمسلمي لبنان في عبور هذا البلد من المشاكل والحروب الاهلية". وأضاف ان "انسجام العلماء والحركة الثورية للشعب اللبناني خلقا ظروفاً جعل هذا البلد الضعيف سابقا يوجه أقسى الضربات الى الكيان الغاصب للقدس". وحذر من "مساعي الاعداء لنقل مشاكلهم الى داخل الجبهة الاسلامية في المنطقة واشعال نار الفتن والتوترات في لبنان". وشدد على "صون الهدوء والاستقرار في لبنان" ووصفه "بالمهم جداً والقيم والثوري"، ودعا الله ان "يوفق كبار علماء لبنان للعبور من هذه المرحلة باعتبارهم رافعي لواء الوحدة".

وأعلن الشيخ عفيف النابلسي دعمه بقوة لتصريحات احمدي نجاد، ووصف اسرائيل بأنها كيان عنصري.

الأماكن الدينية

وجال الرئيس الايراني على عدد من الاماكن الدينية في دمشق، فزار مقام السيدة زينب و مقام السيدة رقية بنت الحسين، ثم الجامع الاموي ومقام رأس الحسين.