النهار ، شعبان عبود:

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في تصريحات أولى له منذ توليه منصبه الاسبوع الماضي، ان سوريا لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، مشيرا الى ان الاتفاق بين الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله والنائب ميشال عون "شأن داخلي لبناني".

وسألته "النهار" عن الزيارة المرتقبة لفريق من اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري لدمشق، فأجاب: "لم يحدد موعد لهذه الزيارة حتى الآن".

وهل من جديد على صعيد العلاقة السورية – اللبنانية؟ أجاب: "عندما يوطد لبنان أجواءه الداخلية بشكل جيد، وعندما لا يكون هناك انقسام، وعندما يحكم لبنان بالاجماع الوطني، يصبح المناخ افضل".

وهل على جدول أعماله زيارة قريبة للعراق؟ قال: "ان شاء الله". ونفى علمه بلقاء قمة قريب قد يضم الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المصري حسني مبارك بعد الاتصال الهاتفي الاخير.

وأكد المعلم، قبل لقاء جمعه في فندق "الميريدان" في دمشق مع وفد من المغتربين السوريين، ان "مواقف سوريا ثابتة ومعروفة"، موضحا ان التعديل الوزاري الاخير "لا يعني تغييرا في السياسات على رغم انه تغيير يأتي لصالح سوريا اولا ولتنفيذ برنامج الاصلاح الذي تنتهجه سوريا". وقال: "سنبدأ في وزارة الخارجية بالاصلاح"، في اشارة الى تغييرات هيكيلية ستجري في جسم الوزارة وبعض مفاصلها عما قريب.

وانتقد التصريحات الاخيرة لمسؤولين اميركيين اعلنوا فيها تخصيص واشنطن مساعدات مالية للمعارضة السورية، قائلا: "هذا شيء مضحك وتدخل في الشؤون الداخلية نرفضه".

وعن العلاقة مع الاتحاد الاوروبي بعد مشكلة حرق بعض السفارات في سوريا، قال: "ما حصل هو رد فعل على ما جرى في اوروبا، والآن تجري محادثات لتجاوز ما جرى".

لا صفقة

واكد مصدر سوري واسع الاطلاع ان زيارة وليد المعلم المتوقعة للعراق ستكون "تلبية لمصالح سورية عراقية مشتركة، خصوصا ان عملية انتخابات شاملة قد حصلت جمعت كل الطيف العراقي وهذا يدفع دمشق ويشجعها للتحرك في اتجاه وضع المصالح الثنائية المتبادلة على قائمة الاولويات". ونفى ان تكون ثمة "ترتيبات افضت الى صفقة ما" تخص العلاقة السورية – العراقية، مذكرا "بوجود دعوة عراقية قديمة لزيارة بغداد موجهة الى وزير الخارجية السوري وهي ما زالت قائمة".

وشدد المصدر على ان "لا تغيير في السياسة السورية" بعد التغيير الوزاري الاخير وتعيين المعلم وزيرا للخارجية، وان "تغييرا في الاداء ضمن الاطار العام سيحصل، وذلك نتيجة اسلوب مختلف يعود الى اختلاف شخصية المعلم عن وزير الخارجية السابق فاروق الشرع".

نائب "امني" للشرع

الى ذلك، افادت مصادر اعلامية ان قرارا صدر بتعيين اللواء المتقاعد محمد ناصيف نائبا لفاروق الشرع الذي بات نائبا لرئيس الجمهورية قبل نحو عشرة ايام. وكان ناصيف قد تولى سابقا منصب نائب مدير ادارة المخابرات العامة وقبلها منصب مدير ما يسمى الفرع الداخلي، كذلك قام منذ اكثر من سنة بزيارات خاصة للولايات المتحدة فيما كانت العلاقة بين البلدين تمر في مراحل دقيقة ومنعطفات خطرة.

واعلن تعيين ناصيف بينما يستعد الشرع لتهيئة فريقه السياسي والامني والاعلامي الخاص، بعدما كلف الاشراف على شؤون السياسة الخارجية والاعلام بموجب مرسوم جمهوري.