ضيا اسكندر

لما كانت الأحياء المسمّاة شعبية, تفتقر إلى الخدمات التي تنعم بها تلك الأحياء المسمّاة راقية. وبغية تحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الشعب الواحد, فإنني أقترح التالي:

توزيع كبار المسؤولين في كل محافظة على الأحياء الشعبية وإلزامهم بالسكن فيها, تحت طائلة عزلهم وتجريدهم من جميع مناصبهم وإلقاء الحجز على أموالهم المنقولة وغير المنقولة. وسوف نعطي مثالاً على ذلك محافظة اللاذقية:

فبدلاً من أن يسكن المحافظ في قصره القائم على رابية والمطلّ على البحر, فلْيهبط قليلاً ولْيسكن في حيّ السكنتوري.
ولْيسكن أمين فرع الحزب مثلاً في حيّ الغرّاف.
ولْيسكن رئيس مجلس المدينة في حيّ الدعتور.
ولْيسكن رؤساء الفروع الأمنية وكبار الضباط في أحياء مثل: (الفلسطينية – القنينص – القرية العربية – الصليبة – الزقزقانية – جبّ البيبا – الشاليهات الجنوبية – الوادي الأحمر...)

وحيث أن مدراء الشركات والمؤسسات الحكومية أكثر من الهمّ على القلب, فإننا نقترح توزيعهم أيضاً على هذه الأحياء, إلى جوار أولئك المسؤولين السابق ذكرهم. ولكن بشرط ألاّ تقلّ المسافة بين مسؤول وآخر عن الـ ( 300 ) متراً. وألاّ يسكن مسؤولان في شارع واحد, وذلك من أجل السرعة في تعميم الازدهار.

والنتيجة: إن كل مسؤول سوف يعبّد الشارع المؤدّي إلى مسكنه, وسوف يسعى إلى تنظيفه والعناية به باستمرار. ومن المؤكد أن مصابيح إنارة الشوارع لن تبقى معطلة. وكذلك الأمر الخطوط الهاتفية. وسوف يعمل على إنشاء حديقة في منطقة سكنه, وسيهتمّ بمدرسة الحيّ, وربما يتفقد دورات المياه فيها ويلزم المعنيين بإصلاحها.

وقد يتعرّف على أفران الحيّ ويتذوق إنتاجها, ومع الأيام قد يستغني عن الخبز السياحي.

ومن يدري, فقد يتمّ إفراغ حاويات الزبالة مرتين أو ثلاث مرات يومياً, وبالتالي فقد لا تنبعث منها الروائح الكريهة بعد الآن.

باختصار, سيعمّ الخير الجميع, وتتقلّص الفروق إلى حدّ بعيد بين الأحياء الشعبية وتلك الراقية.

وقد يسارع البعض ويسألني: ( تعا لهون! وماذا سنفعل بمساكن المسؤولين التي ستصبح شاغرة في حال تحقق اقتراحك الطوباوي هذا ؟)

الجواب ببساطة أيها الأعزاء هو التالي:
يتم تخصيصها للعرسان الجدد, لقضاء بضعة أيام من شهر العسل فيها. وبذلك نضرب عدة عصافير بحجر واحد؛ فمن جهة نشجع شبابنا وشاباتنا على الزواج, فنقضي على ظاهرة العنوسة المتفشية في مجتمعنا. ومن جهة أخرى, نضرب مثلاً للعالم على التعايش السلمي والودّي بين طبقات المجتمع. وأن فكرة الصراع الطبقي ليست أزلية وأبدية وسرمدية.

ومن جهة ثالثة, تضمحلّ تدريجياً انتقادات وتعليقات ذوي المعاليق الكبيرة ككاتب هذه الزاوية.