استساغ بعض المثقفين العرب التحدث عن موت القومية أو نكرانها واعتبارها وهما ، في نفس الوقت الذي تتعرض فيه الأمة العربية بكل أقطارها إلى ضغوط كبيرة بهدف تغيير قيمها ومحو هويتها ، وأخطر هذه الضغوط تمثل ، في بداية هذا القرن ، باحتلال العراق وطرح مشروع الشرق الأوسط الأكبر ، وفي نفس الوقت الذي يغيب فيه برنامج قومي لمواجهة المشروع الأمريكي وتداعياته للسيطرة على كل الأقطار العربية، وما يعتري النضال القومي من وهن ، وغياب ممارسة الفعل النضالي القومي في الشارع العربي .

من هذا الواقع تداعى ، في القطر العربي السوري في أوائل شهر أيار 2005، عدد من الشخصيات الذين يشعرون بمسؤولياتهم تجاه أمتهم ويحملون قيمها وأهدافها ، وتدارسوا فيما بينهم ، وفي ثلاثة لقاءات لهم ، الأسس والشروط لتفعيل التيار القومي ، وانبثقت عن اللقاء لجنة مصغرة كلفت بوضع مشروع يبلور تلك الأسس والشروط .

تواصلت اجتماعات اللجنة المكونة من " منصور الأطرش - محمود جيوش – لمى قنوت - محمد سعيد طالب – حسين العودات – نظمي فلوح – عبد القادر نيال - أحمد برقاوي – طارق أبو الحسن - منير درويش – مروان حبش " فترة ثمانية شهور ، وناقشت عددا من المشاريع والأوراق التي قدمها بعض أعضائها ، كما اطلعت على مشروع التيار القومي في فلسطين ، وكلفت أحد أعضائها الدكتور أحمد برقاوي بإعداد الصياغة النهائية لمشروع يراعى فيه ما ورد في الأوراق المقدمة والملاحظات التي طرحت حولها .

إن المشروع الذي نقدمه ، هو مشروع لكل القوميين والوطنيين العرب " حركات وأحزاب وشخصيات " . وهو مشروع سياسي لتيار وليس مشروعا لتأسيس حزب ، وتأمل اللجنة أن يساهم كل مخلص لأمته في إبداء الرأي حول مضمونه بغية تطويره وإنضاجه ليكون دليل نضال يجد طريقه إلى التطبيق ويقود إلى الهدف .