نضال الخضري

هي لحظة واحدة تحكم المصير ... ذكر أم أنثى في قانون الطبيعة الذي يكتبنا على سياق الحالات الطارئة التي نشهدها في كل لحظة، فعندما تولد الأنثى يتجدد الربيع وعندما يظهر الذكر تتألق عنفوان الحياة. لكن القضية تبدو أكبر من أن نحلم بها على السياق الطبيعي، لأنها انتقال ما بين النقيضين وسط "اجتماع بشري" كان يهوى وأد النساء ثم أصبح محترف في محاصرة الخصوبة.

كنت أعلم منذ اللحظات التي لاحقتني بها "التعاليم" أنني أحمل قدسية لا تعنيني، بل تنتمي لعالم آخر لكنني أكرهت على اقتنائها كي أردها في لحظات خاصة، أما في مراحل الريبة فإن الدم المسفوح يصبح أسهل من احتساء "الويسكي" داخل المطاعم الفاخرة. فهي مباهاة بالقدرة على التعامل مع آليات الجزر والاقتناء، وحقوق الآخرين داخلي .... هذه عالمية الأنثى التي أشارك الجميع بها ...

أشارك إناث العالم في الجهد على ردم المسافات في أحقية الانتهاك لكل ما أملك، وأشارك إناث مجتمعي في الطاقة التي نريدها أن تبقى رغم ظلامية اللحظات التي أوجدت التشريع فأصبحن ناقصات عقل ودين. فعندما أثور على "تاء التأنيث الساكنة" فلأنها بطبعها عاجزة عن الحركة، وعندما انتفض على "نون النسوة" أحاول تكسير قدرتها على الاحتواء، وكأنها خلاصة الإناث داخل مجتمع لم ينفض غبار الماضي عن وجهه.

عالمية الأنثى ليست في "الخصوبة" أو في المشاركة داخل تحدي "المشاركة في المجتمع"، فالعالمية هي رسم الصورة كما بدت بعد حروب القبائل واقتتال الآلهة، ثم عمليات المصالحة على "جسد الإناث" ... فالمسألة لا يمكن اختصارها بالتحرر أو القوانين التي تتيح لي الحياة لأن القضية هي صناعة الحياة.

وإذا كان من الصعب إزالة البريق من على جسدي، أو اعتبار كتل الثياب المتكدسة علي تفقد الرجل إحساسه بي، فإن النتيجة هي "حذف" الدونية من المعادلة ... هذا ما هو مطلوب داخل المجتمع الذكوري ... لأن الحرية التي أطلبها هي تحرر الذكر من ذاته ورؤيته لنفسه فوق "الشهوة" التي تغلبه فيطلق حكمه النهائي على البشرية، ثم يقسمها إلى طابقين ويعيش هو في الطابق الأعلى.

عالمية الأنثى في خلق الحياة، أما "حصرية" اليوم العالمي للمرأة فهو في اعتبار أن هذه المناسبة لها، بينما هي مناسبة ذكورية بامتياز، وتذكير لكل المجتمعات الذكورية بأنها غير قادرة على التحرر من ذاتها والبحث عن مستقبلها الحقيقي بعيدا عن حالات الفصل المطلق في ثقافتها ......