أكد لـ"إيلاف" أن التغيير مسؤولية السوريين فقط

المستقبل

جدّد النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام انتقاداته الحادة لطريقة إدارة شؤون سوريا في عهد الرئيس بشار الأسد، ورأى عدم "وجود نية بإجراء الإصلاح الداخلي أو توجه جدي لمعالجة أزمات البلاد"، قائلاً إن الأسد يتصرف كطالب ثانوي وليس كرئيس دولة، متوقعاً أن تزداد عزلة سوريا.
واعتبر أن خطاب الرئيس الأسد الأخير حول الملف اللبناني "يثير الشعور بالقلق بشأن العلاقة مع لبنان، لأنه حدد مسبقاً نتائج الحوار الوطني وربطها بسياسته"، معتبراً "إن ارتباط بعض أطراف الحوار المذكور بسياستي بشار الأسد وطهران يلقي بعض الشكوك على النتائج"، مشيداً في الوقت نفسه بدور المقاومة في تحرير الجنوب، لكنه اعتبر "إن ليس من حق المقاومة أن تكون جزءاً من استراتيجية دولة خارجية".
وحول اعتراف سوريا بلبنان وإقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، قال خدام "إن ترسيم الحدود حالة طبيعية وضرورية لمصلحة الدولتين، وهذه المسألة قائمة بين سوريا وبين دول الجوار ومن الطبيعي القول ان التمثيل الديبلوماسي حالة طبيعية في العلاقات بين الدول".
جاء ذلك في حوار اجراه معه موقع "ايلاف" في بروكسل، واشار فيه خدام الى أنه استقبل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "قبل ذهابه الى الولايات المتحدة الأميركية، وبعد عودته، واستعرضنا التطورات على الساحتين السورية واللبنانية، وكانت وجهات نظرنا متفقة على التعاون من أجل لبنان وسوريا".
وأكد أن "الجميع يتمنون نجاح القادة اللبنانيين في تحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاتفاق على جميع القضايا التي من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية وتجنب ما يسيء الى أمن واستقرار لبنان"، معرباً عن يقينه بأن "المجتمعين قادرون على أن يكون المؤتمر لبنانياً مئة في المئة إذا أعطوا الأولوية للبنان ولاستقراره وأمنه على القضايا الأخرى التي تتعلق بعلاقاتهم بهذه الدولة أو تلك".
ورأى ان خطاب الرئيس الأسد في مؤتمر الأحزاب الذي عقد أخيراً في دمشق، يحمل على "القلق لأنه حدد مسبقاً نتائج الحوار (اللبناني) وربطها بسياساته، وقسّم أعضاء مؤتمر الحوار الى فريقين، فريق وطني حليف له يشكل الأكثرية، وأقلية من اللبنانيين تتلقى تعليماتها من الخارج، تعمل ضد مصلحة لبنان، مشيرا الى ان "هذا الخطاب يلقي أضواءً من الشكوك على نتائج أعمال المؤتمر، نظراً لارتباط بعض أطرافه بسياستي بشار الأسد وطهران".
وأكد أنه "لا يستطيع أحد أن يزيل هذه الشكوك غير من يعتبرهم حلفاءه، وعلى رأسهم رئيس المجلس النيابي السيد نبيه بري والسيد حسن نصرالله، وذلك من خلال تركيزهم على مصالح لبنان وأمنه واستقراره، من دون التأثر باستخدام لبنان لمصالح سياسات أخرى غير لبنانية".
وحول تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا، أشار خدام الى ان "الدولة السورية اعترفت بالدولة اللبنانية وبسيادتها، منذ الاستقلال، وترسخ ذلك الاعتراف بمشاركة الدولتين في التوقيع على ميثاق الجامعة العربية، وبالتالي مسألة الاعتراف من الناحيتين السياسية والقانونية قائمة، وفي ظل هذا الاعتراف تم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقات بين الدولتين منذ الاستقلال، كما أن ليس لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" وجهة نظر اخرى تتعارض" مع ذلك، مؤكدا ان "ترسيم الحدود حالة طبيعية وضرورة لمصلحة الدولتين، وهذه المسألة قائمة بين سوريا ودول الجوار ومن الطبيعي القول إن التمثيل الديبلوماسي حالة طبيعية في العلاقات بين الدول".
وتطرق خدام الى الاصلاحات داخل سوريا فقال ان "ان خطاب الدكتور بشار الأسد أمام مؤتمر الاحزاب نهج اتبعه، مبني على عدم إدراك ما تعنيه الكلمة أو إنعكاساتها على مصالح البلاد، وهو يفتح حرباً كلامية مع الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفاً انه "ليس في الخطاب مؤشر على أي توجه إصلاحي أو توجه جدي لمعالجة أزمات البلاد ومنها الأزمة الاقتصادية المعيشية، بالإضافة لمعاناة المواطنين من أجهزته الأمنية"، معرباً عن اعتقاده ان "هذه السياسة ستزيد من عزلة سوريا ومن ضغوط المجتمع الدولي، ونلاحظه انه في خطابه السياسي لا يتصرف كرئيس دولة بل كطالب في احدى المدارس الثانوية عندما يقوم طلابها بتظاهرة".
وأكد ان "التغيير في سوريا شأن وطني سوري، وليس من شأن هذه الدولة أو تلك، والتغيير عملية ذاتية تفرضها طبيعة المرحلة واحتياجات الشعب ومتطلباته كما تساعد في دفع الأخطار التي تواجه سوريا وفي تنمية علاقاتها بالمجتمع الدولي لتستعيد سوريا دورها الذي فقدته منذ سنوات في الساحتين الإقليمية والدولية"، محذرا من أن استمرار هذا النظام يشكل عامل عدم استقرار في سوريا وفي المنطقة".