" إن قرار طرد صدام حسين من القدرة كان غير صائب. لم نجد أسلحة الدمار الشامل التي كنا نتوقع وجودها , وهذا ما جعل الناس يتساءلون إذا كانت التضحيات التي بذلت تستأهل تعبها"., هذا ما أوضحه السيد بوش, أثناء مؤتمر صحفي مع السيد بلير , في البيت الأبيض. " ومع وجود الوجه السيء والخطوات الخاطئة ما زلنا نعتقد أننا قمنا ونقوم بما هومناسب ", استكمل السيد بوش .

وعندما سئل عن أخطائه , تعرّض الرئيس لامتحان نادر من قبل الضمير العام . ولم يتمكن هو ولا مساعده الرئيسي من إعطاء السبب المقتع لاجتياح العراق عام 2003.

الخطأ الأكثر ضخامة...

لقد عبر السيد بوش عن أسفه واعترف بخطئه عندما أعلن عن إرادته القبض على أسامة بن لادن "حياً أو ميتاً". وقال بوش:" ولكن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الأمريكان كان الانتهاكات التي وقعت في سجن أبوغريب. و سوف ندفع ثمن ذلك طويلاً".

أما السيد بلير فقد اعترف بعدم كفاية السياسيين ممانتج عنه اتهّام العسكريين إعلامياًً. وقرّر أنه لا بد من عملية" تنظيف" للدولة ولقوى الأمن من الأعضاء القدامى المنتمين للحزب الحاكم. وكذلك اعترف السيد بلير , الذي بالاشتراك مع السيد بوش تتراجع شعبيته كل يوم أمام الرأي العام بسبب العراق , اعترف بأن قوات التحالف لم تقدّر أخطار الثورة ( المقاومة).

ثم أكّد الرجلان أنهما تعلما درسهما ولكن الغايات كانت عادلة وصحيحة وأن العراق يتقدّم . ورفض الاثنان تحديد موعد لسحب القوات العسكرية. حيث قال بوش:" سوف تبقى القوات على الأرض الوقت اللازم حتى تحقيق النصر", وذلك على الرغم من قيام أول حكومة دائمة لعهد ما بعد صدّام حسين.

ويبلغ تعداد الجنود الأمريكيين في بغداد 183000 , والبريطانيين 8000 . وكرر جورج دبليو بوش القول أن خفض التعداد مرتيط بقرار من القادة العسكريين الفاعلين على الأرض و ارتفاع عدد قوى الأمن العراقية المؤهلة.

إيران : " كل الخيارات مفتوحة"

وقد قال السيد بلير أن العنف لن يتوقف , بل أنه حذر من تصاعده ضد القوات العراقية كلما بدأت بتحمّل مسؤولياتها . وأكّد أن أحداً من محاوريه في بغداد خلال زيارته الاثنين الفائت لم يفضّل انسحاباً سريعاً.

ثم أشار السيدان بوش وبلير أن مفاوضات جديدة سوف تبدأ مع العراقيين . ونبّه السيد بوش أنه لا بدّ من تواجد وزير للدفاع من أجل البدء بها. وقدّر السيد بلير " ممكناً" أن تستطيع القوات العراقية أن تمسك بأمن البلاد في نهاية 2007, كما تنبّا السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي. ودعا الرجلان أيضاً المجتمع العالمي لدعم الحكومة العراقية الجديدة .

وأثناء المحادثات التي استمرّت لساعة ونصف قبل المؤتمر , تناول الرجلان أيضاً موضوع الأزمة النووية الإيرانية بالبحث. أكّد الرئيس بوش أن على الإيرانيين البدء بتعليق النشاطات الحساسة لتخصيب اليورانيوم قبل أن يبدأ المجتمع الدولي بالتعاون معهم. وقال:" لقد ترك الإيرانيون الطاولة ( يقصد المفاوضات...) . والطابة الآن في ملعبهم". مؤكّداً على نيته حل المسألة بالطرق الديبلوماسية ولو أن " كل الخيارات مفتوحة ".