نضال الخضري

لن أميز مادمت اكتسب لوني مما يغلفني ... أنتظر كي يختارني احدهم ... واحتجز الرغبة حتى يفتح المارد مساحاته المغلقة فأدخل إلى الثقافة الجديدة، وأبقى فيها حتى دار البقاء ... أبقى متنقلة ما بين الطبائع التي تهاجمني على غير انتظار، فمن يستطيع تحمل هذا اللون من الانتظار؟!

لن أكون لذاتي، لأن ما يحيطني هو الذي سيقرر لحظة الاختيار، أو حتى دقائق المتعة وفضاءات الرحمة ... ألا أشبه الوطن ... أترك المقاربة لكل إناث الأرض واحاول تذكر جغرافية البواطن التي حكمتني منذ ولدت، فأنا بطبعي أهوى العمق الذي أنساه ثم يطالعني فجأة فأرى خيالات لأحلام بانتظار من "يتدخل" لمي يدفعني نحو التذكر ... مرة أخرى ألا أشبه الوطن ...

عندما يستوقفني الانتظار أبحث عن الروايات التي حاولت رسمي مثل قرنفلة، ثم أتذكر أن ميزة القرنفل ضاعت منذ أن أصبح عنوانا لأكاليل الورد في الجنازات، فأصرخ في وجه أو معجب يقدم لي قرنفلة لأنه على ما يبدو يريد كتابة تاريخ نهايتي، ولكن الحياة تستمر والوطن يبقى صورة لأنثى ضائعة في الانتظار.

ولمن لا يعرف الانتظار فهو سور من النصائح أو "العبر" التربوية التي أغرقت أباءنا بكم من الأفلام المصرية التي تتحدث عن عواقب ترك الفضيلة، حيث الأنثى تضيع عند اول رغبة تجتاحها، والعالم من حولها وحوش بينها واحد فقط "رحيم" ... زوج على شكل التراث ... لكن من الخارج، ومن اللون الذي يبتعد عن القلب أو لا يعرف أن أنثى لون يتكور على نفسه معاكسا قوانين الفيزياء التقليدية، فيبني علما يتحقق في لحظات الوميض الداخلي، وليس فعل محيط يشعر الجميع بأن الجنس والعشق والأنوثة خطايا أو بلايا أو ذاكرة لأبليس عندما ارتد عن الله.

أشبه الوطن بلون الانتظار ... وأشبه الوطن الذي يرى الآخرين ويجهل نفسه ... وأشبه اللون الذي ينتظر الخطر حتى ينطلق إلى سابع سماء.