نجيب نصير

سؤال يتردد صداه انطلاقا من الحفر التي يصنعها علماء الآثار وهم يبحثون عن دلائل ترجح وجهة نظرهم (وجهة نظر ليس إلا) في قراءة التاريخ، سؤال يسبق الفوضى الخلاقة تنصلا من شعارات لم تتجاوز الحبر الذي خطت به … هل نحن دولة متعددة القوميات ؟… نمنا وصحونا وإذا بنا أمام هذا السؤال الذي تسرب من بين أصابع التنظيرات، والإعلاميات، والوحدويات …. فهل نحن كذلك؟؟؟؟

ما زلنا ندحرج كلاما نعتبره كبيرا حول مفهوم الأمة في ظل شرعية وحيدة هي القدرة في الوصول إلى منبر إعلامي، متجاوزين السؤال الأول … من نحن ؟؟؟؟؟؟؟ هذه المن نحن الإرادية والعارفة، هي من سيقودنا إلى إنتاج الأمة كفعل اجتماعي اقتصادي واع ومقصود وليس مجرد تفسير شيفرة الماضي على هوانا وبالتالي فتح الباب لمن هب ودب للقياس واكتشاف قومية مبنية على تفسيره لهذه الشيفرة، كأن نقول باللغة فتطفو عشر قوميات على الفور، أو الدين فيظهر فجأة سبعون امة، فإذا كان ما ذكر أولى بالاختصام والتناحر؟ فما علينا إلا ان يأخذ كل ذي حق حقه من هذه الوراثة ويذهب ليعلن امة على قياس حذاء الفوضى الخلاقة، ما دام الأساس النظري لوجود الأمة بهذه الهشاشة!!!

من نحن؟ نحن مزيج حضاري ثقافي مركب من مصالح اجتماعية واقتصادية تجعل منا موجودين في حال عملنا على تفعيلها، دون جعل مسائل الخصوصيات الإثنية قضية قومية فالخصوصيات حق من مجموع الحقوق التي يشكل إعلانها إعلانا عن وجود الأمة.

الأمة مفهوم حداثي مصنوع من الإرادة المجتمعية وليس هدية ثمينة تقدمها كتب التاريخ، وإذا كنا في هذا الشرق الأدنى الحزين مفككين سايكس بيكويا، فهذا لا يعني في حال من الأحوال ان نعيد النظر لتصحيح نظرة الأخوين سايكس وبيكو إلى المنطقة، بالنظر إليها بطريقة أسوأ، أو أكثر ضررا منهم. ولا ان نحول ما صنع في المنطقة على أيديهما إلى مناحة تدفعنا إلى القوقعة أو الانفلاش بما يتناسب مع سايكس بيكو جديدة. , و لسنا عربا أو كردا أو بيزنطيين أو الخ بل مزيج من كل هؤلاء، ولسنا مسلمين ومسيحيين و. ,و . و الخ بل مزيج من كل هؤلاء … الأمة نسيج حقوقي مصنوع بالإرادة، وإلا لن نتحول إلى مواطنين بل إلى أعضاء في قبيلة يودي أداؤها إلى الاندثار.