محمد الرطيان

أمريكا ـ والتي تواجه مأزقا ً حقيقيا ً في العراق ـ بدأت منذ فترة بتنفيذ لعبة خطيرة في المنطقة، وإيران (بوعي أو دون وعي) تُشاركها هذه اللعبة!

هي لعبة استعمارية قديمة جدا ً "فرّق تسد" ... ولكن المخيف جداً أنها بنسختهاالحديثة تستخدم تقنية "المذهبية" ... وأسوأ الحروب وأكثرها شراسة ودموية هي التي تأتي بإسم الدين ... عندها يظن "الجميع" أنهم يُقاتلون بإسم الله.

وأكاد أجزم ـ الآن ـ أن توقيت إعدام "صدام" كان بتوجيه وموافقة أمريكية ... كان أمراً أمريكياً، قامت بتنفيذه "الطائفية" المتعصبة الغبية! وكل هذا لم يكن سوى مشهد صغير في اللعبة الامريكية الكبرى، وقد نجح نجاحاً كبيراً... لم تتوقعه أمريكا نفسها، وفعل فعله بالجماهير "السنية" الغاضبة، والجماهير "الشيعية" التي أعلنت بهجتها على الملأ!

فالجماهير "السنية" رأت في الأمر أنه هزيمة كبرى لها، وإنكسار ما بعده انكسار ...

و"شيعة" آل البيت تعاملوا مع الأمر على أنه الفرح الذي يغسل "حزن" 1400 سنة ...

وعندما تستعيد المشهد "المتقن" بما فيه من "أكشن" و "مؤثرات صوتية" مذهبية ... تتساءل: هل كان الحضور هم من (شيعة آل البيت) ... أم أن الجملة ناقصة، ولا تستقيم إلا بهذا الشكل: (شيعة آل البيت الأبيض)؟!

أمريكا تملك كل الأدوات، وتقف على الأرض العراقية، وتستطيع أن "تمرر" من المشاهد ما تشاء ... لكي تصل الى النتيجة التي تريدها.

ليس وحده المسرح السياسي العراقي الذي يحتوي على مثل هذه المشاهد "المذهبية" فالمسرح ممتد من المحيط إلى الخليج، ولا يوجد على "الخشبة" سوى ممثلي الفرس والروم، أما عدنان وقحطان ... فقط اكتفوا بالجلوس في صالة الجمهور، ومتابعة العرض!

في العراق، في لبنان، في فلسطين، في سوريا، في اليمن، في الخليج ... المشاهد "المذهبية" مستمرة ... وكمثال، في لبنان، جاهل (أو يتجاهل) من يرى الأمر على أنه صراع "داخلي" بين معارضة وسلطة ... صراع "بريء" من أي تدخل خارجي ... لا ... الحقيقة أن لبنان ـ هنا ـ ليست سوى "مسرح" آخر للعبة الإيرانية / الأمريكية، و "ساحة" حرب ... و "المذهبية" هي الشرارة الجاهزة للاشتعال!

وطبعاً مع التشنج الطائفي، وبحضور "اللعبة" الإيرانية / الأمريكية، وبقليل من "السينما" والمؤثرات الإعلامية، سترى المشهد في لبنان بهذا الشكل:

صراع بين نصرالله "الشيعي" والسنيورة "السني"!

كل المؤشرات تقول: أن المنطقة تتجه إلى "الاحتقان" المذهبي ...

وبأي لحظة هذا الاحتقان من الممكن ان يتحوّل إلى حرب... ولا تسأل لحظتها: من المنتصر؟ ...

بل قل: أيهم الأكثر هزيمة؟!

فيا "عدنان" الشيعيّ، ويا "قحطان" السنيّ ...

أمامك الفرس ووراءك الروم...

وأنتما تتساءلان: أيكما من "الفرقة الناجية"؟

والفرس والروم لديهما الجواب: "كلاكما من الفرقة الهالكة"!!