هل نجرؤ اليوم كما في السابق (بدء من الستينات الماضية وما قبلها) على اطلاق تسمية او شعار او مفهوم ثقافة جديدة ؟؟؟ هل نستطيع ذلك ؟ بعد ان خيبتنا الثقافة الجديدة السابقة تحت ضربات التكتيك ( التملق ) ، التاريخ (الخصوصية) ، اللغة (التفاصح) ، الابداع ( الاتباع ) ، الجرأة ( بشروط ) ، كشف المسكوت عنه ( بالسكوت )، الطليعة ( الاندماج بالجمهرة ) الخ الخ ...

هل نستطيع اليوم اطلاق فكرة الثقافة المجددة ؟ أو المتجددة ،؟ ربما كان هذا السؤال يملص من تحت آلاف العوائق المتراكمة ، ليرى الحياة وقد مدت لسانها له ساخرة من السذاجة التي عوملت بها الثقافة الاجتماعية ، من رقابات متنوعة ، وتسلل الى البنية الثقافية المجتمعية وتحويلها الى التبسيطية البلهاء ، او مقايضتها بأمان معاق واستدجدائي ، لتظهر النتائج على سطح الحياة كقطيعة مع منجزات الحياة ، وعدم مقدرة على فهم لغة العصر بكافة مستوياتها ، مترافقة مع الانتكاس الى الماضي طلبا للحماية ، وادانة الذين يفهمون لغة العصر وتخطيأهم وتأثيمهم طلبا لتلمس وجودنا الفيزيائي ، ولكن هذا الوجود الفيزيائي مضطر على الأخذ بأسباب العصر ، فظهرت عبقريتنا بأقتناء السيارات الفارهة ، والكومبيوترات ذات القدرات الفائقة ، والاكثر مدعاة للهزل هو امتلاكنا للقنوات الفضائية التي تكرس لغة عمياء قادرة على تعريف الماء بانه دب قطبي يعمل على البنزين ، دون اي اي احساس لا بالتناقض ولا بالخطورة ، لتتحول هذه الاشياء وامثالها شاهد اننا نستطيع الدخول الى كافة العصور متسلحين بسذاجتنا اعتمادا على كم قصيدة فخر .

آن الأوان لممارسة ثقافة جديدة ومتجددة ، لأن خطر الفراغ الثقافي اصبح خطرا فيزيائيا موجودا يهدد وجودنا الفيزيائي ... فهل من يسمع ؟؟؟