بين الرضا والرفض يسيل الحبر في تناول عيد الحب في صفحات المجلات والجرائد والكل مصر على النقد (في صورته الانطباعية التطيرية) فمن مناقشة ارتفاع اسعار الورود الحمراء في يوم عيد الحب ، الى مناقشة قرار احدى الدول بمنع مظاهره، ومن ضرورة وجوده ، الى رفض هذا الوجود بأعذار تبسيطية ليس لها علاقة بالموضوع اساسا . المهم في المسألة هو عدم السماح لهذا مناسبة ان تمر دون نكد ولو على سبيل (النقد البناء).

ربما كان الاتهام (النقدي / النكدي) الموجه لعيد الحب هو انه عيد غربي مستورد والاعتراف به هو وقوع في محظور تقليد الغرب حيث يصبح مدانا اذا كان هذا التقليد اعمى او مفتح، مع ان هذا الاتهام مردود جملة وتفصيلا ، لسبب بسيط هو وجود آله الحب في تاريخنا بشكل أكثر من واضح والاحتفاء بهم يتم بأكثر من طريقة يعيد الحب وعيده الى احضاننا من حيث النشأة ، وفي كل الاحوال هناك في عمق الارياف من يحتفل الى يومنا هذا بخميس العشاق وخميس السكارى في هذه الفترة من السنة ، وهذه الاعياد ليست ميد ان تايوان وانما ترعرعت في تربتنا نحن.

من جهة أخرى يبدو عيد الحب ومن الناحية الاستهلاكية (افتراضا) وكأنه اشتهر برعاية شركات لها مصلحة في الترويج وبيع السلع الحبية في مناسبته، ولكن هذه الاستهلاكية يقابلها انتاجية عالية يستحق الانسان أن يكافأ مقابلها بأختراع مناسبات يفرح ويفرح الاخرين بها من خلال المتاح، اما بالنسبة للتنابل من الشعوب فأنهم يبحثون عن الغاء هكذا مناسبات لانتفاء الانتاجية في حياتهم المجتمعية فهم لا يبغون مقابلا فالسعادة متوفرة في ثنايا التنبلة.

ومع هذا والى كل نقاد ونكاد عيد الحب ، ليتذكروا انه عيد الحب …. الحب … انه الحب … وليس الكره والتباغض والتنازع.

فالاول وعلى الاقل يقود الى الوئام ورضا النفس البشرية … والثاني وبدون اي نوع من انواع الذكاء يقود الى السيارات المفخخة والاجساد المشتعلة نارا وليس عشقا او شوقا او وجدا

انه الحب فاذكروا محاسنه … قبل ان تذكروا محاسن موتاكم