عدد سكان المانيا 81 مليون هناك 23 مليون الماني منخرطين في العمل التطوعي، أي يقدمون جهودا مجانية تحقن في شرايين المجتمع ، ومن المعروف كم هو غال في أوربا ثمن ساعة العمل ، طبعا يمكن لهذا الرقم ان يتضاعف في حالات الطوارىء والكوارث ..

نطرح هذه المسألة كمثال و كمثال فقط وليس على سبيل المقارنة ولا على سبيل (عندهم وعندنا) خصوصا اننا وعند الحاجة استطعنا ان نقدم تطوعا الكثير من التقدمات الرائعة وآخر مثال في فترة الاعتداء على لبنان في تموز الماضي ، ويكفي تذكر ما تقوم به جمعية الهلال الاحمر السوري لنقول اننا نملك البذرة المكونة لثقافة التطوع .

وثقافة التطوع هي من اشد الافعال عكسا للأيمان بالمجتمع وبالممارسة الاجتماعية ، حيث يعتقد المتطوع وبشكل عميق ان ما يقدمه في الخدمة العامة ينعكس عليه شخصيا بكافة اشكال الاستفادة الممكنة ، ربما كانت الاحتفالية فرصة فريدة لطرح وتعميق ثقافة التطوع ، خصوصا ان التطوع مسألة ثقافية بما يتقاطع مع الاحتفالية نفسها ، ولدينا من جيل الشباب خصوصا الجامعي من يستطيع ان يقدم لهذه الاحتفالية كفعالية وطنية تعود بالخير على الجميع …

لدينا الكثير من الطاقات التي يمكنها التدرب على العمل التطوعي (وليس الطوعي!!!) حيث تشكل هذه الاحتفالية ( بالاضافة الى كل المأمول منها) مساحة للتدرب والارتقاء بالمهارات فيستطيعون تقديم الكثير … فقط ادعوهم للمشاركة … دعوهم يقدمون مشاريعهم .. أو حددوا لهم مشاريع يعملون عليها .. قولوا لهم انتم لستم ارقام في تعداد السكان .. تخيلوا واحلموا مثلهم بمدينتكم وبلدكم .. ففي السياق الأخير الحياة فيها قسمين متراكبين يصنعانها … الخبرة … والخيال .. ليس هناك شك في خبرتكم الضرورية لخيال هؤلاء .