لن نتهم أحداً بعدم القراءة، ولكننا نصر على أن بعضاً ممن يقرؤون لا يعنيهم ما نكتب، ومناسبة هذا الكلام تتعلق بمادة نشرتها مجلتنا منذ أسبوعين أشارت فيها إلى الخطأ الحاصل - سواء عن عمد منهم، أو عن غياب للمعرفة من قبل بعضنا- في إبدال صورة مسجد الصخرة، بالمسجد الأقصى كلما كان الحديث عن الأخير.

احتل خبر الحفريات التي يقوم بها الإسرائيليون في حائط المسجد الأقصى واجهة المحطات العربية كافة، وفي كل مرة يبث فيها الخبر نجد أن قبة مسجد الصخرة الذهبية تحتل مساحة واسعة من الصورة، حتى ليخيل للمشاهد أنها هي قبة المسجد الأقصى.. حسناً، نحن لن نتهم أحداً بالقصدية في إظهار قبة الصخرة على حساب الأقصى، مع أننا في الوقت نفسه لن ننفي القصدية عن البعض، هذا أولاً.

أما ثانياً، وهو مبني على أن الخطأ في محطات الفرجة العربية غير مقصود، لنقول إن قراراً رسمياً تصدره الحكومات العربية إلى محطاتها الرسمية، أو المحطات الممولة من قبلها بشكل غير رسمي، أو تلك التي مازالت تحفظ لنفسها بعض ماء الوجه.. ربما سيلغي هذا الخطأ، ويعيد الحقيقة إلى الواجهة.

وثالثاً لا أشك أن أحداً من المسؤولين العرب غافل عما يحدث، لكن- وكما أشرنا سابقاً- فإن التغاضي عن الأمر سيقود إلى مسألة بغاية الأهمية لاحقاً، تتعلق بالمشاركة الفعلية بتكريس الخطأ/ الجريمة، مما يساعد الصهاينة على تحقيق مشروعهم الاستراتيجي، وهو هدم المسجد الأقصى دون أن ينتبه أحد إلى أنهم فعلوا ذلك!!..

وانتبهوا جيداً، إلى أن الصورة المشوشة التي تبثها وسائل الإعلام الإسرائيلية والمتحالفة معها، قابلة للتحقق أخيراً على مستوى الوعي الجماهيري عربياً أم غيره... أبيض وأسود تعيد التأكيد على ما نشرته سابقاً، لأنها ترى أن شيئاً لم يتغير.. وكل ما نرجوه أن نبدأ بالانتباه منذ هذه اللحظة.. أي قبل أن تقع الفأس بالرأس.. عندها لن ينفع ندم!!.. السادة المسؤولين العرب، أصدروا أمراً عاجلاً إلى كافة محطات التلفزة العربية بتوضيح الخطأ الحاصل... اللهم اشهد أننا قد بلغنا.