لماذا انتظرت أربع سنوات؟! أو توقفت على حد من الدهشة القاتلة في مراقبة جرائم الحرب؟!! ثم أبتسم لأنني "سعيدة"، أو لأن "المبشرون" الديمقراطيون يريدون ابتسامتي حتى ولو تطاولت أو تم اختراع وجهي من جديد على وقع "إثارة" الموت و "مغامرة" الفتنة..

لم تكن حربا.. كانت شيخوختي.. كانت أرضا تظهر وتغيب من حدقة عيني ثم أتذكر أنني أنثى وأرض الرافدين أنثى وعشتار أنثى و.. كوندليزا رايس "أنثى"! فهل أستطيع تحمل هذه المعادلة وأنا أحمل حقائبي من حي إلى آخر.. ومن ثقافة للموت إلى "أدبيات" الفتنة المذهبية.. ربما سأسمح لنفسي ودون إذن الآخرين .. الأخريات.. بإحراق الفضيلة وإنهاء "الشرف" المعلق على جبين رجال القبيلة من بن لادن إلى بوش وبولتون وكل الأسماء التي مارست "عهر التبشير" و "بغاء الجهاد" فتركتنا دون البشرية أو دون الحياة نحلم بعالم سفلي لا تشع فوقه "الديمقراطية".. فشكرا لمعجزات "المحافظين الجدد الذين استطاعوا اقناعنا بأربع سنوات بالكفر بعد أن جاهدنا قرونا من أجل الإيمان..

ولم تكن حربا بل منافسة بأحدث صيغ "العنتريات" وربما بسباق التصريحات.. أو حتى باكتساب الصوت ضدي لأن صورتي "أنثى" لا تريد النحيب أو التوقف على مساحة اللجوء والهروب والخوف من روائح البارود.. فربما أصرخ أو أغني لحنا مرحا يعاكس مسيرة التراث الموسيقي العراقي.. لحنا يختزن المستقبل الذي لم أرى بصيصه بعد، لكنني أؤمن بالخصب الذي أبقاني بعد أربع سنوات قادرة على النظر.. أو "العشق الناقص".. فأرقص والعراق فوقي .. وأعشق والعراق أمامي.. وأمارس الحب والعراق رغبتي..

كانت الحرب شبقا للموت.. لشطب التاريخ.. أو لرسم ميثولوجيا بابلية جديدة تنتقم لحادثة "السبي".. وتعيد رسم خارطة التاريخ على قياس "استير" أو "كوندليزا رايس"... إنها صورة نُجبر على رؤيتها فلا نرى سوى الأحقاد التي رسمتها المعارك.. أو شكلها المحافظون الجدد على طراز خيالهم المريض..

أربع سنوات من "غضب" تكبته "الشرعية الدولية".. من نزق أو شبق أو رغبة أو حتى حقيقة مطفأة...

أربع سنوات لم أعد أرى نفسي لأنني "تيه عراقي".. وشتات يتسلى الآخرون به.. ثم أضطر لسماع مجرمي الحروب وهم يفخرون بديمقراطية استطاعوا قتلها بداخلي رغم أنني حلمت بها منذ الولادة...