لسنا هنا في مجال نقد "الديمقراطية الاسرائيلية"، لأن ما بني على خطأ فهو خطأ، كما اننا لسنا في مجال تأمل مصير عزمي بشارة فراكب البحر لا يخشى من الغرق، أما ان يتحول المفكر الى طريد، والحر الى عبد وصاحب الارض الى باحث عن مكان يأويه فهو بيت القصيد.

فعزمي بشارة الذي لحق الكذاب الى باب الدار، لم يكن ممن زاغت ابصارهم، وتاه عنه ان يعرف الخطر الحقيقي من "الأسرلة" فامتحنها في عمق فكرها لتظهر تماما كأنها افكار تراود اعتى دكتاتوريي العالم الثالث لا لشيء فقط لأنها تمتلك تلك القوة العاتية التي تخرس انسانية الانسان، أي انها لا ترضى حتى بالتنازل عن الحق الاصلي (وهو الارض في حالتنا) بل لا ترضى حتى بمجرد عدم الاعتراف بخرافة حق القوة العاتية التي تصنع الواقع بكل ويلاته.

لا أدري سبب كل هذا الاحتقان والاحتجاج ضد تصرف اسرائيل مع عزمي بشارة، هل على اسرائيل ان تدق ناقوسا منبها انها العدوة الاولى لنا؟ وهل الاحتجاج ضد قانون يظلم عزمي بشارة ؟ وهل ستتنازل اسرائيل عن مطلبها برأسه لمجرد الاحتجاج ؟ بالتأكيد لا .. إسرائيل كيان عدو .. وان طنش بعضنا هذه الحقيقة ، حيث انها لا تلبث ان تعلنها هي بنفسها في كل موقف او في كل تصرف.

واليوم عزمي بشارة يعلن خيانته لها ولا يخفيها ... لأن الاخفاء جدير بالجبناء وخائني الاوطان وليس خونة قوانين المحتل ... عزمي بشارة ابعدنا عن طرطقات السياسة ليأخذنا مباشرة الى الوطن .....