كتاب المقالات من أصحاب التزكيات الخاصة يتناولون شتى الشؤون ببداهة مربكة للقراء من شتى مستويات تناولهم لما يقرأون بحيث يتعرضون لكلشيهات تربوية تفيد في التقوقع وأخذ الاحتراس والتكتل العشوائي القطعاني ضد كل ما هو مبرمج كضد في البداهات المربكة التي تقترح عليهم كمصطلحات ثابتة مع انها غير دقيقة أو موضوعة في المكان غير المناسب لها ، وكأن كتابة المقالة وجدت كي يتلمظ صاحبها الفصاحة والالمعية التي يتحلى بها ولا يهمه خطورة التراكم التأثيري على القارىء .

من هذه المصطلحات ، مصطلح العرب والعالم أو مصطلح العرب والمجتمع الدولي ، او العرب والغرب ، حيث تتكتل في الدماغ كتلتين منفصلتين ومتنافرتين وكل تصرف من كتلة تجاه أخرى او كلما توهم احدهم ان هناك تصرف . استدعى منا موقف مؤيد او مساند او معاكس ومضاد ، وكأن العرب كتلة واحدة او موقف واحد او مصالح واحدة او توجه سياسي واجتماعي واحد ، وكذلك الغرب او المجتمع الدولي او الغرب ، لتتحول هذه الرؤية مع تعبيراتها وتراكماتها الى موقف جاهز ضد او مع دون ان يتوقف احد للتفكير والمراجعة .

هل العرب كتلة واحدة تعبر عنها مصالح واقعية و واضحة المعالم ؟ وهل مواقفهم تجاه انفسهم وتجاه العالم هي موحدة تماما او تقريبا ، هل موقف العرب موحد تجاه ايران مثلا او تجاه ازمة دار فور او لبنان او الاحتلال في العراق ، وهل يرى العالم هذه المشكلات المذكورة بعين موحدة ؟

اذا لماذا علينا أن نصف كل نظرة خارجية على انها موجه ضد او مع العرب أجمعين ؟ وماذا يفيد ذلك غير تعبئة الثقافة العامة بمصطلحات ثورجية عامة وعائمة تفيد في انشاء عقدة اضطهاد تغذي دوائر العنف حتى لو لم تكن بالمعنى الفيزيائي .

نظريا نحن امة واحدة ، ولكن عمليا وعلى ارض الواقع لسنا امة واحدة وكذلك العالم ليس امة واحدة له نظرة مصلحية موحدة لنا ، الا اذا اردنا من العالم ان يتوحد ضدنا ...ربما كي نتأكد من امتلاكنا لعقدة الاضطهاد .. لا يوجد في العالم كله مصطلح اسمه نحن وهم بهذه العمومية ... على الاقل على المرء ان يسأل من نحن ...قبل ان تأتي التزكية ويصبح كاتبا مرموقا .