حتى لا ندخل في "الخواطر" أو "السيرة الذاتية" فإن ما يحدث اليوم يمكن اختصاره بلحظة واحدة نعلم فيها من يقرؤون سورية الغد عن انطلاقة موقعها... هذه اللحظة تلخص ثلاث سنوات من العمل على "نشرة إلكترونية" انطلقت في زمن متحول، وربما حاد.. لكنها أرادت التعبير عن "تيار ثالث" خارج عن السياسة.. تيار المسؤولية الاجتماعية بالدرجة الأولى، وحتى لا يتم فهم هذا الأمر على أنه حالة وسطية، ونحن لا نرى وسطية في قضايانا، فإننا أردنا أن يكون هذا التيار خطابا يحاول تأسيس "موقف اجتماعي" قبل أي حديث سياسي.

"سورية الغد" ليست حلما أو أملا لأننا نعيشها في كل لحظة، ونحاول رسمها على مساحة تفكيرنا الذي يؤمن بالحداثة أولا، وبأننا مرحلة ليست وحيدة في تاريخ هذا البلد، لأنها انطلقت من رواد النهضة واتجهت نحو الغد، فعندما نطلق سورية الغد نتذكر كل الأسماء التي رافقت مراحل "سورية" منذ القرن الثامن عشر.. إنها أسماء كانت ترى المجتمع والوطن، وكانت لا تستطيع خلق فصل بين حياتها ومسؤوليتها الاجتماعية.

هل يمكن أن نذكر سورية اليوم دون أن يمر على مساحة الذاكرة "بطرس البستاني" ومجلته نفير سورية، أو الشيخ طاهر الجزائري و "حلقة دمشق"... وهل يمكن أن نتفاعل مع الناس ولا نراجع ما قدمه عبد الرحمن الشهبندر.. إنها ليست مجرد أسماء، لكنها ذاكرة مراحل الحداثة التي طافت على مجتمعنا مؤسسة ثقافة نريد حتى اليوم الدخول بها إلى المستقبل.

"سورية الغد" ليس مجرد اسم قمنا بإطلاقه على نشرة أو موقع... إنه إيمان بالغد دون شعارات براقة، أو صورة نمطية نحملها معنا أينما ذهبنا.. فهي محاولة تحتاج الجميع لأنها تريد الجميع...

مرة أخرى يمكنكم الدخول إلى موقعنا www.souria-alghad.org لكن الأهم هو أن نتفاعل لأننا نريد الغد أولا وأخيرا.