وصفها أحد الصحفيين بالكارثة ،هي نتائج الاحصاء الاعلامي الذي قامت به احدى القنوات الفضائية سائلة الشباب ( العربي ) عن هزيمة 67 فأظهرت النتائج أن 95% منهم لم يعرفوا بها ، لم أدر لماذا هي كارثة !!

ربما لأن المعلومة الاساسية التي تم الأتكاء عليها انهم ولدوا بعد هذه الحرب جعلت منها كتحصيل حاصل فكما عرف الناس بمعركة أحد كونهم ولدوا بعدها عليهم أن يعرفوا بالـ 67 .

هذه العلامة التي تؤدي الى هذا الاحصاء .. وتجعله يتكىء عليها هي اشارة غير حقيقية ، ليس لأن الثقافة الاجتماعية ونظرتها تعيش وفعلا قبل الـ 67 وبزمان بعيد ، ولكن استهلاك الادوات والوسائل الثقافية يقودنا الى مسائل وقضايا تبعدنا كمجتمعات عربية عن القضايا الجمعية لتسهيل قذفنا في فضاء الماضي الدافىء .

ربما كان من الايجابي ان تنسى الاجيال المحدثة هزيمة مخجلة ومحبطة ، ومن الايجابي ايضا ان تفكر هذه الاجيال بأننا قادرون على الانتصار بمعزل عن ذاكرة مهزومة ، ولكن الاكثر أيجابية هو ان يكون الفرد معنيا بمصيره كمشارك للجماعة في مصيرها … من هنا الطامة الكبرى التي انتجتها ال 67 .. البحث عن المصير الفردي وذلك عبر استرجاع الهزيمة درسيا من بوابات تفضي الى ثقافة لا تؤدي الى عكس الـ 67 والانتصار عليها ، فنقل المعركة لا يؤدي الى الانتصار بها مهما ادعينا انها تأسيس لأنتصار سوف يأتي .

فالهزيمة ذات بنية واضحة وأصبحت واضحة أكثر مع مرور الزمن وكثرة التمحيص والدراسة ، ونقد الهزيمة يتطلب أكثر من استذكارها ولو على سبيل شحذ الهمم … لأن الهمم تأتي من العقل وثقافة الحاضر .

أما ( النقد) المبني على الغاء الهزيمة عبر القول أن الثقافة الحقيقية لم تكن مفعلة حينذاك هذه الثقافة التي لم تنهزم هي المعول عليها .. فهذا كلام لم يصل الى الـ 67 ….بعد .