عندما سأل مذيع احدى الفضائيات اللبنانية، وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة عن تفسيره للمعلومات التي اكدت أن معظم المتطرفين من تنظيم فتح الاسلام، كانوا قد وصلوا إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت اجاب معالي الوزير بالحرف: دعك من جوازات السفر ومن الجنسية فكل هؤلاء جاؤوا إلى لبنان من سوريا وهم جزء من البضاعة الارهابية التي تقوم دمشق بتصديرها إلى الشعب اللبناني.

وعلى الرغم من أن المذيع وجمهور المشاهدين ابدوا استغرابهم الشديد لهذا الكلام وما فيه من تناقضات وعلامات فارقة لان أحداً لم يستطع ان يفهم كيف ان عناصر تنظيم فتح الاسلام، دخلوا إلى بيروت عن طريق المطار وقدموا -في الوقت نفسه- عبر الحدود مع سوريا فقد استمر معالي وزير الاتصالات اللبناني في الحديث عن الفلتان الامني على طول الحدود بين سوريا ولبنان ولم ينس ان يشير إلى وجود «فرق موت» يقوم الجانب السوري بتصديرها وتسهيل مرورها عبر المنافذ غير الشرعية.

لقد مل اللبنانيون هذه اللغة الاتهامية التي يصر الزعماء في فريق الاكثرية على استخدامها لتفسير أي شيء يقع في الساحة اللبنانية، أي توجيه الاتهامات إلى سوريا وبات هؤلاء على قناعة أن الاصرار على هذه اللغة هو مؤشر عجز باعتبار ان الاجهزة والجهات اللبنانية المعنية لم تتمكن حتى الآن من كشف حقيقة جرائم الاغتيالات والتفجيرات في لبنان والتي زادت على الـ 16، وبالتالي فإن هذا العجز أصبح يثير شكوكا واشارات وعلامات استفهام كبيرة لدى معظم اللبنانيين ولسان حالهم يقول: إذا كانت سوريا هي المسؤولة بالفعل فلماذا لا يتم تقديم الادلة؟ واذا كانت هناك قوى اخرى فلماذا التستر عليها

مصادر
الوطن (قطر)