تشهد عواصم المنطقة العربية حركة «تطبيع» غير عادية مع اسرائيل حيث ان كبار المسؤولين الصهاينة يزورون بعض العواصم العربية بطريقة باتت اعتيادية لا بل انه في كثير من الاحيان يتعذر حدوث لقاء بين مسؤولين من دولتين عربيتين متجاورتين في الوقت الذي أصبح فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي أولمرت ورئيسة الكنيست ومسؤولون بارزون آخرون يحجون الى اكثر من عاصمة عربية ويجري هذا كله بينما العلاقات والاتصالات تبدو شبه متوقفة بين هذه العواصم ودولة عربية مركزية مثل سوريا. واذا كان هناك من يدافع عن هذه الاتصالات والزيارات التي تجرى بين بعض البلدان العربية واسرائيل بزعم ان الامر يساعد على تعزيز مسيرة السلام ويجعل الطرف العربي أقرب الى فهم الآليات والخطط التي يضعها ويدرسها الجانب الاسرائيلي الأمر الذي يحول دون وقوع حروب ومواجهات جديدة في المنطقة فإن هذا المنطق يبدو هشا وضعيفا وهو يؤول الى السقوط بسرعة اذا ما تم التوقف عند العدوان الوحشي الذي شنه أولمرت على لبنان العام الماضي بحجة الافراج عن الجنديين الاسرائيليين اللذين اختطفا من قبل حزب الله. فقد أكدت المصادر الرسمية في اسرائيل ان هذه الاخيرة كانت تخطط للحرب منذ أشهر وذلك بتشجيع من الادارة الاميركية وان قضية الاسيرين لم تكن سوى مجرد ذريعة لشن هذا العدوان المبيت فلماذا لم يتمكن المطبعون العرب من اكتشاف الحرب قبل وقوعها ومارسوا دورهم في اقناع اسرائيل بالامتناع عن مهاجمة لبنان وحزب الله؟

ان هدف «التطبيع» هو استراتيجي وحيوي بالنسبة لحكام تل أبيب وذلك بصرف النظر عن الحكومة الموجودة ولنا في رؤية بن غوريون مؤسس دولة اسرائيل المسار الذي يكشف عن سياق الأمر.

مصادر
الوطن (قطر)