ان تعيش إسرائيل هاجس الرد السوري على تلك الغارة التي اخترقت فيها طائراتها الحربية الأجواء السورية مؤخرا وان يدفع هذا الهاجس بأجهزة الرادار الاسرائيلية الى رؤية الطيور المهاجرة، التي اخترقت أجواء الجولان المحتل، وكأنها مقاتلات سورية، وان يوضع سلاح الجو الصهيوني في حالة تأهب قصوى مرتين خلال 48 ساعة، فهذا معناه ان الجبهة السورية - الاسرائيلية مرشحة للاشتعال أو الانفجار في أي لحظة وذلك بالرغم من حالة الهدوء التي تسيطر عليها منذ عقود من الزمن!

والأمر الخطر في نظر المراقبين العسكريين، هو ان تكرار الخطأ في تقدير هذه المعطيات من الجانب الاسرائيلي، قد يؤدي الى وقوع الحرب والمواجهة، لأن أي حماقة، قد تقدم عليها اسرائيل، استنادا الى انذار كاذب، فإن رد سوريا لابد ان يكون سريعا، أي باختصار الذهاب الى المجهول.

ولا حاجة للتأكيد ان صراعا بحجم الصراع العربي - الإسرائيلي عندما يصبح الجنرال «خطأ» هو العنصر الأساسي الذي يتحكم فيه وبمساره، فهذا مؤشر قوي على وصوله الى ذروة الانفجار، باعتبار ان أي شرارة، يمكن ان تشعل حربا إقليمية كبرى على مستوى الشرق الأوسط.

ولا أحد يدري الى أين يمكن لمواجهة كهذه ان تقود، والمنطقة تواجه حاليا عدة حروب، ولن تكون بقادرة على تحمل تبعات حرب جديدة، اللهم إلا اذا كان المحافظون الجدد في الولايات المتحدة يصرون على احراق الشرق الأوسط برمته، قبل رحيلهم من البيت الأبيض.

والخطير ان رجلا أحمق مثل ايهود أولمرت هو الذي يقود هذه اللعبة الأميركية - الاسرائيلية، فتصوروا حجم الكارثة التي ستحل بالمنطقة إذا ما استمر هذا الأحمق في لعبته القذرة؟!

مصادر
الوطن (قطر)