التحذير الذي أطلقه الرئيس الأميركي جورج بوش من أن حربا عالمية ثالثة قد تقع اذا ما نجحت ايران في امتلاك السلاح النووي هو عنوان، بارز لمرحلة تعاطي واشنطن الجديدة مع ملف طهران النووي ذلك أن مثل هذا التحذير يتضمن اعترافا واضحا من الرئيس بوش أن شن أي هجوم عسكري على إيران سيؤدي الى وقوع حرب عالمية ثالثة وأن مثل هذا العمل سيتوسع بسرعة كبيرة ويتحول الى مواجهة دولية اقليمية.

واللافت في هذا الكلام هو التناقض الصارخ الذي وقع فيه الرئيس الأميركي، فهو من جهة يعترف بخطورة اي هجوم عسكري على ايران وإمكانية أن يتحول الى حرب عالمية ثالثة وإصراره في الوقت نفسه على استخدام القوة في التعاطي مع الملف النووي الايراني.

وهذه المفارقة هي مؤشر قوي على المأزق الذي يواجه السياسة الأميركية في الشرق الأوسط والعراق وبالتالي فإن هناك مخاوف فعلية من احتمال توجه الولايات المتحدة نحو اشعال حرب عالمية ثالثة في المنطقة.

والمؤكد أن الرئيس بوش أراد من خلال تصريحه أن يؤثر على الرأي العام الأميركي والدولي، أن يضغط على الدول الأوروبية كي تبقى على دعمها وتحالفها مع واشنطن خاصة ما يتعلق بالوضع العراقي والملف الايراني.

تلوح في الأفق مؤشرات قوية على أن الولايات المتحدة مصممة على الخيار العسكري ضد طهران وهو ما يدفعها نحو تكثيف الاستعدادات العسكرية واللوجستية، الامر الذي يكشف عن خطورة هذه السياسة على مسألة الامن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وعليه فإن كلام الرئيس الأميركي عن إمكانية وقوع حرب عالمية ثالثة يفترض فيه أن يدفع بكل العالم وخاصة أوروبا وروسيا والصين لمضاعفة جهودها من أجل حل ازمة الملف النووي الايراني سلميا حتى لا تجد نفسها متورطة في الصراع!

كما يتوجب على دول مجلس التعاون الخليجي أن تقود زمام المبادرة وأن تتحرك في كل الاتجاهات والمستويات لمنع وقوع حرب بين أميركا وإيران لأن النتائج ستكون كارثية على المنطقة.

وبات الموقف يتطلب مثل هذه المبادرة الخليجية انطلاقا من الحرص على أمن المنطقة واستقرارها ومن أجل وضع حد لتطورات الازمة الأميركية - الإيرانية المتصاعدة خاصة أن هناك تحركا دوليا لتطويق هذه الازمة.

مصادر
الوطن (قطر)