طبعا الجميع يعرف عن تهافت اسعار أجهزة الكومبيوتر وقطعها التبديلية والتطويرية ، وطبعا الجميع يعرف عن أهمية الكومبيوتر وتطبيقاته وخدماته ، الا أغلب دوائرنا الحكومية المتأثرة بالدمغة العثمانية ، ولكننا لم نسمع بعد بالكومبيوتر المحمول أبو الـ100 دولار الذي سوف يعتبر سلعة شعبية ترافق كل فرد تفاصيل حياته ، وطبعا اذا تكلمنا عن كومبيوتر يبتدء سعره بـ 100 دولار سوف نعرف أن سعره سوف يهبط الى دولارين في غضون اشهر... ولكن الاهم ماذا نفعل به ؟

أعتقد وبمناسبة هذا الاختراع الذي سوف يرفع السوق الاستهلاكية على الكومبيوتر كجهاز بلاستيكي مستهلك أننا أمام مشكلة نفايات بلا ستيكية ضخمة تعاني منها اقوى الامم ،فماذا نحن بفاعلون ؟؟؟

المهم أن هذا الكومبيوتر سوف يجد طريقه الينا ليس بقوة توقنا وشوقنا للمعرفة وتطبيقاتها ولكن بقوة الدفع العالي للأستهلاك ، فالامم التي تنتج الكومبيوتر تريد منا أن نكون متقدمين بما يوازي تماما السلعة التي تريد بيعها لنا وهذا ما يتطلب منظومة قيمية موازية ،ولكن هذه الامم ذاتها لا تقبل لنا أن نحمل هذه القيم الموازية لأن تحمل معها خطورة الاستغناء عنها في حال استطعنا ممارسة هذه المعرفة في انتاج ما تنتجه ،لذلك يبدو التخلف في القيم هو مطلب استهلاكي مرافق لحركة التسويق ، فالمطلوب منا أن نستهلك فقط لا أن نبدع حتى لو كانت السلعة المشتراة تدعوا الى الابداع ( المسلسلات التلفزيونية مثالا ) ، فهناك سقف مرسوم أن نظل مستهلكين ، وعند أي محاولة للأبداع والانتاج نسقط امام معركة القيم وشعاراتها ، فالانتاج الذي يحتاج الى معرفة معاصرة يحتاج أيضا الى قيم معاصرة منتجة من قبلها وتتماشى معها .

واليوم ومع حضور الكومبيوتر في حياتنا ، نلحظ ذاك الترويض الاجباري لمعنى المعلوماتية أو ألأتمتة حيث تم استخدام الكومبيوتر في اعادة انتاج الورقيات القديمة حفاظا على قدمها بواسطة احدث الوسائل الالكترونية ،أي تفعيل ذات القيم التي لا تؤدي الى الانتاج (الرقابة والحجب مثالا) . والسؤال الذي يتبادر هل الكومبيوتر أبو المية سوف يقوم بذات المهمة (الاستعمارية) حيث نستطيع استهلاكه ولا نستطيع أستخدامه ؟؟

هل نعد الى العشرة قبل تراكم النفايات الألكترونية والذهنية أم نعد للمليون تاركين الزمن يسبقنا أكثر مما هو سابق أم ماذا ؟؟؟ سؤال برسمنا جميعا ، نحن الافراد العاديين جدا ..ماذا نريد ؟