في المؤتمر الصحفي الذي عقده مدير عام مؤسسة السينما محمد الاحمد ، كانت هناك أزمة في الاسئلة ، فقد افتقد الصحفيون المشاركون في المؤتمر الى مادتهم الاولى ..فعن ماذا يسألون والسينما بمعناها الحقيقي أي العرض في صالة مع حضور جماعي بعيدة كل البعد عن الذهن المجتمعي وهو ما اعترف به السيد محمد الاحمد ، فهناك اجيال لم تدخل صالة السينما ، فجأة واجه الصحفيون مسألة وجود مهرجان سينمائي في بلدهم فعن ماذا يحكون مع مدير عام المؤسسة وعن ماذا سوف يكتبون ؟

لقد توجه الصحفيون بأسئلتهم وفورا عن السينما السورية وازماتها ليس كأعلاميين بل كأفراد مهتمين بالشأن الثقافي ، يحملون احلاما خيرية عن دور الحراك الثقافي في البلد ، وتركوا المهرجان ليكون كما هو فعالية حكومية يتذكرونها في (مواقيتها) ومن ثم يحاولون ارتجالا ملامسة الموضوع .

ربما كان الاعلاميون هم أكثر المقصرين بحق السينما بشكل عام (صالة وجمهور) وهم مقصرين أكثر بحق السينما السورية (صالة وجمهور أيضا) بشكل خاص ، فالمهرجان ليس احتفالية يخلق من العدم ، أو بواسطة تسلسل التواريخ ، فهذه الاحتفالية تتوج اهتمام الناس بالسينما ، هذا الاهتمام الذي لا يخلق مع الانسان كموهبة ، بل يبنى فيه عن طريق وسائل المثاقفة والاعلام جزء اساسي وكبير منها ، فدمشق تعيش سنتين دون حراك سينمائي بالمعنى الاعلامي على الرغم من وجود تظاهرات سينمائية منفردة وهو جهد تقدمه المؤسسة لتسدد قسطها وحصتها في محاولة اعادة السينما الى المجتمع ، ولكن السينما ( كصالة وجمهور ) ظلت بعيدة عن الذهنية الاجتماعية ، وكأن السينما هي مسؤولية موظفي المؤسسة العامة للسينما وحدهم ، وكأن الاعلاميون يعاقبون المؤسسة على تقصيرها ، مع أن العطب في هذا السياق ( هذا السياق فقط ) هو عطب عمومي يجب على الجميع استدراكه ، فالعلة الوحيدة في موضوع السينما هو انفضاض الجمهور عن الصالة لأسباب متعددة يجب بحثها واعلانها ، حيث قامت المؤسسة كجهة حكومية بما عليها من قرارات واجراءات ، ولكن الجمهور ظل معتكفا لا يذهب الى صالة السينما .

المهرجان واي نشاط سينمائي هو خطوة واحدة تقوم بها جهة ما ، ولكن الدور والباقي على من يؤثرون في الذهنية الاجتماعية ، فاذا كان هناك من يعاكس ويعادي السينما والثقافة من المؤثرين في هذه الذهنية فيجب فضحه أو على الأقل مقاومته في الشغل على موضوعة التنوير والدعوة الى الصالة السينمائية كوسيلة فضلى للمشاهدة ، ولا يعدم الاعلام وسيلة للتأثير في هذه الذهنية ودعوتها للمشاركة .

لقد كانت الاسئلة حول المهرجان قليلة ومبتسرة ومكررة أو هي كتحصيل حاصل ، أو واجب اداري قام به الصحفيون وادارة المهرجان كأفتتاحية او تذكير عن قدوم مهرجان السينما .