حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي وصل الى لندن من احتمال فشل المؤتمر الدولي بشأن الشرق الأوسط في غياب ’جهود جدية’ لتبديد قلق كل الأطراف.
كما نبه إلى مخاطر انجرار أوساط من الشباب مع التيارات الارهابية، ورد على بعض ما يطرح من انتقادات في الغرب بقوله ان بريطانيا ودولا أخرى متساهلة للغاية تجاه الارهاب.
وزيارة خادم الحرمين الشريفين هي الزيارة الرسمية الأولى لملك سعودي إلى بريطانيا خلال عشرين عاما.
المؤتمر وقضايا الحل النهائي
وتنظم الولايات المتحدة مؤتمرا دوليا الشهر المقبل في انابوليس (ميريلاند) أملا منها في ان يصبح اساسا لمفاوضات حول قيام دولة فلسطينية، لكن العاهل السعودي حذر في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) خلال زيارة لبريطانيا، من النتائج المتوقعة.
وحول ما اذا كانت المملكة ستشارك في المؤتمر اجاب ’ان هذا سؤال سابق لأوانه، وان السعودية قالت كلمتها منذ البداية اذا لم نقم بعمل جاد في هذا الاجتماع فمصيره الفشل.. وهذا ما لا نقبله سواء للبلد المضيف وهو الولايات المتحدة الأميركية أو لنا كمدعوين لحضور هذا الاجتماع’.
ومضى قائلا ’اخواننا الفلسطينيون لا يشعرون بالتفاؤل، وباعتقادي ان المؤتمر اذا لم يخطط له ولم يعمل عملا جادا تجاه المسائل التي تهم الفلسطينيين وتهم العالمين العربي والإسلامي فلن يكون ناجحا’.
حقوق.. وليست تنازلات
وحول ما اذا كانت هناك اشارات توحي بان اسرائيل مستعدة لتقديم التنازلات اجاب الملك عبدالله ’بالنسبة للتنازلات هي بمنزلة حقوق لها، فنحن أصحاب حق ونطالب بحقوقنا’.
وحول عودة اللاجئين الفلسطينيين وما اذا كانت هذه القضية شرطا للوصول الى اتفاق عربي مع اسرائيل قال ’باعتقادي ان كل انسان لا بد ان يعود الى وطنه، خاصة هؤلاء المظلومين الذين سجنوا لا بد من رجوعهم إلى أوطانهم.. هذه شروط انسانية ومطلوبة’.
محاربة الارهاب والتقصير البريطاني
وفي سؤال لجون سمبسون كبير محرري الشؤون الدولية في ’بي بي سي’ الذي اجرى المقابلة حول موقف المملكة من قضية الارهاب اكد العاهل السعودي على موقف بلاده الثابت من ادانة الارهاب ومحاربته بكل السبل لكنه اوضح ان التغلب على الارهاب سيستغرق وقتا طويلا قد يمتد الى عشرين او ثلاثين عاما داعيا دول العالم الى التكاتف والتعاون في هذا الصدد.
وحول دور السعودية في محاربة الارهاب قال الملك عبدالله ’الارهاب اولا يجب ان يدرس.. ودراسته تتمثل في نصح الشباب ونصح الذين يغررون بهم ويغسلون ادمغتهم’ لان الاعمال الارهابية اولا ’تنافي الاسلام وعقيدة الاسلام وضد الانسانية وهي غير مقبولة في جميع الديانات ولا يمكن قبولها ابدا’.
وحول جدوى هذه السياسة في تغيير مواقف الناس ازاء هذه القضية اجاب ’نعم نعم لقد اثرت وتأثيرها الان واضح لان الارهاب قد خف، لكن باعتقادي يجب ان تكون الدول حذرة في كل انحاء العالم’.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك دول لا تأخذ قضية مكافحة الارهاب بالجدية نفسها التي تتعامل معها السعودية، ومن هي هذه الدول اجاب الملك ’هناك كثير من الدول.. اغلبها بما فيها انكلترا’ واشار في هذا الاطار الى ان السعودية بعثت برسالة الى بريطانيا بصفتها دولة صديقة ’قبل وقوع اول عملية ارهابية هناك لكنهم (البريطانيين) لم يعملوا بها ووقعت الاعمال الارهابية’.
وتؤكد القيادة السعودية انها نقلت معلومات لبريطانيا كان يمكن ان تؤدي لتجنب تفجيرات لندن 2005 في حالة التحرك وفقا لما جاء فيها، غير ان مسؤولين حكوميين بريطانيين نفوا تماما تلقي مثل هذه المعلومات.
****