لن تبتعد كريستينا فرناندس دي كيرشنر عن قصر «كازا روزادا» في بوينس أيرس. فإذا كانت ستتخلى عن لقب «السيدة الأولى» فسيكون مقابل لقب «رئيسة» الأرجنتين في العاشر من كانون الأول المقبل.
وحصلت كريستينا، وهو الاسم الذي استخدمته لحملتها، على 45 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأول، في مقابل 23 في المئة لمنافستها النائبة إليسا كاريو، التي اعترفت بهزيمتها، بعد فرز 96 في المئة من الأصوات، فيما حصل وزير الاقتصاد السابق روبرتو لافانيا على نحو17 في المئة.
وإن كانت كريستينا قد استفادت من إرث زوجها السياسي الرئيس نيستور كيرشنر، خصوصاً انتشال البلاد من أزمة اقتصادية في العام ,2001 إلا أنها ورثت عنه أيضاً تحديات كبرى كالتضخم ونقص الطاقة والاعتقاد السائد بأن الثنائي كيرشنر يعتزمان تبادل الأدوار، مجدداً، في العام ,.2011 وهكذا دوليك!
وأمام أنصارها في بوينس أيرس، شكرت كريستينا، التي تمارس السياسة تحت راية البيرونيين منذ أكثر من 20 عاماً، الأرجنتينيين، ودعتهم إلى «الاتحاد»، ففوزها لا يجعلها في «موقع تتمتع فيه بامتيازات» بل يجبرها على العمل «بمسؤولية».
وإذا كانت كريستينا، التي ترأست في العام ,1999 لجنة برلمانية للتحقيق في التفجير الذي استهدف السفارة الإسرائيلية في بوينس أيرس (في العام 1992)، قد ذرفت دمعتين لدى إعلان فوزها، غير مكترثة بتبرجها المفرط، فذلك لا يعني أن «الرقة» خصلتها الأساسية، إذ يعرف عنها أنها قاسية ومتسلطة، وخصوصاً حيال الصحافيين الذين قد تنعتهم بـ«الحمير»، إذا سألوها عن سلطات زوجها المميزة، حسبما كتبت صحيفة «لوفيغارو».
ومَن عمل مع كريستينا، التي شغلت مناصب برلمانية منذ ,1989 يلقّبها بـ«السيدة»، فيما يذهب أحد مساعديها السابقين تيو بلازا إلى وصفها بأنها «ذكية بقدر ما هي لا تطاق»، إلا أن غالبية الأرجنتينيين يقارنون بينها وبين المرشحة إلى الرئاسة الاميركية هيـلاري كلينتون، ناقلين عنها قولها لهيلاري «إذا كان زوجي رئيساً، فذلك بفضلي أنا».
وتغضب كريستينا، السيناتور عن بوينس ايرس منذ العام ,2005 عندما يسألها أحدهم عن «إفراطها في الأناقة»، مجيبة «لا أظن أن الأناقة تتعارض مع السياسة.. أظن أني خلقت متبرجة، وهل يتعين علي أن أتنكر كفقيرة لأصبح قائدة جيدة»، حسبما نقلت عنها مؤلفة سيرتها الذاتية أولغا وورنات، فيما نقلت عنها وكالة فرانس برس قولها للمرشحة الرئاسية الفرنسية السابقة سيغولين رويال إن «خوض الانتخابات لا يعني ارتداء ملابس بالية».
وخاضت كريستينا حملة انتخابية «متحفظة» لم يتخللها أي حديث لوسائل إعلام محلية، وجابت الدول، بينها إسرائيل، سعياً وراء تعزيز «موقعها العالمي»، كما اكتفت بوصف برنامجها بأنه مواصلة لسياسة زوجها اليسارية.
وكريســتينا هي أول رئيسة تنتخب في الأرجنتين، لكنها ثــاني رئيسة تحكم البلاد، بعد إيزابيل بيرون في العام ,1974 وثاني ســيدة تحتل منصب الرئاسة في أميركا اللاتــينية بعد التشيــلية ميشال باشيليه.
ولدت كريستينا في شباط 1953 في مدينة لابلاتا، حيث درست الحقوق وتعرّفت على نستور كيرشنر، زميل الدراسة ورفيــق النضــال، قبل أن يتزوجا في العام 1975 لينجـبا ولديــن: ماكسـيمو وفلورنـسيا.