واضح أن مؤتمر جوار العراق في استنبول، تحول بالفعل إلى مؤتمر مفتوح لإجراء الاتصالات الاقليمية والدولية المباشرة، الأمر الذي أضفى عليه أهمية خاصة من الناحية السياسية.

وهناك من يرى أن المؤتمر شهد استنفارا سياسيا غير مسبوق، الأمر الذي قد يمهد الطريق أمام حدوث انفراجات معينة في أوضاع المنطقة، إذ لابد من التوقف عند اللقاء الهام الذي جمع بين وزيري خارجية سوريا وأميركا، وكذلك الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مع عدد من نظرائه الغربيين، وكذلك الاجتماع السباعي الذي انعقد لبحث الوضع اللبناني، للتأكيد على أن مؤتمر استنبول كان بالفعل اجتماعا اقليميا ـ دوليا، لاستئناف الحوار السياسي بين عواصم المنطقة، وعواصم القرار في الساحة الدولية، وهو ما يشير بوضوح إلى احتمال أن تحصل بعض «الانفراجات».

ويبدو أن اللقاء الذي جمع بين المعلم ورايس، كان لاختار المواقف والنوايا الحقيقية لكلا الطرفين، إزاء الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي يضغط على كل «اللاعبين» في هذه الأيام الحرجة، وبالتالي فإن حدوث أي تفاهم بين دمشق وواشنطن، من شأنه أن يمهد الطريق أمام حدوث «تفاهمات» أوسع حول قضايا أكبر وأهم.

والجانب المهم، في هذا الحراك السياسي والدبلوماسي الذي أجراه الوزير وليد المعلم في استنبول، هو انتهاء محاولات عزل سوريا دوليا واقليميا، على اعتبار أن الحدثين الأبرز كانا اجتماع المعلم مع رايس وكوشنير وبالتالي يمكن التأكيد أن هناك مرحلة جديدة في علاقات دمشق مع واشنطن وباريس، وهذا يعد نجاحا مهما جدا للدبلوماسية السورية التي استطاعت أن تفك محاولات العزل والحصار التي تعرضت لها سوريا، وأن تحقق اختراقا نوعيا في جدار العلاقات المتأزمة مع الغرب عامة.

فهل ستشهد الفترة المقبلة خطوات أكبر على هذا الصعيد، خاصة أن الوزير المعلم، لديه رؤية انفتاحية شمولية على العالم؟

مصادر
الوطن (قطر)