خرجت أصوات يهودية وإسرائيلية غاضبة بعدما نشرت أبرز الصحف اليهودية في بريطانيا تقريرا يشير الى أن ولي العهد الأمير تشارلز ربما يكون قد تجنب القيام بزيارة رسمية الى اسرائيل، حتى لا تستخدم تلك الزيارة من قبل الدولة العبرية لـ«تلميع صورتها» على الساحة الدولية.

وعلى الرغم من العلاقات الوطيدة التي تربط بريطانيا بإسرائيل، لم يقم أي من أفراد العائلة المالكة البريطانية بزيارة «رسمية» إلى إسرائيل. إلا أن الأمير تشارلز زار اسرائيل بصفة «شخصية» في العام ,1995 للمشاركة في تأبين رئيس الحكومة اسحق رابين.

وذكرت صحيفة «جويش كرونيكل» اليهودية الأسبوعية الصادرة في بريطانيا أمس، أن تبادلا للرسائل الالكترونية بين معاونين للأمير تشارلز تظهر تحفظا كبيرا لـ»كلارنس هاوس»، المقر الرسمي للأمير تشارلز، على أي زيارة رسمية لإسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أنه في مرحلة أولى رد معاونا تشارلز بالإيجاب على دعوة وجهت إليهما مطلع السنة الحالية من قبل السفارة الإسرائيلية في لندن لزيارة القدس المحتلة لمدة أربعة أيام كتمهيد لأول زيارة رسمية محتملة لتشارلز إلى إسرائيل.

وقال السكرتير الأول الخاص لأمير ويلز السير مايكل بيت، في رسالة الكترونية إلى السفارة في آب الماضي، «إننا نثمن هذه الدعوة كثيرا»، لكن مساعده كلايف الدرتون شكا في رسالة الكترونية أخرى موجهة إلى مايكل بيت من أن سفير إسرائيل لدى بريطانيا حينها زفي هيفتس «يلح عليه» بشأن هذه الزيارة.

وسأل الدرتون «هل من السليم القول ان لا فرصة لحصول هذه الزيارة؟»، موضحا أن «قبول الدعوة سيجعل من الصعب تجنب محاولات إسرائيل المختلفة لاستخدام الأمير للمساعدة على تلميع صورتها على الساحة الدولية. في جميع الأحوال، لنتفق على طريقة لتقليل التوقعات».

وشدد رئيس تحرير الصحيفة، في افتتاحيتها، على أن هذه التسريبات «تثير مسائل جدية حول الأجواء السائدة في كلارنس هاوس وآراء المسؤولين فيه حيال إسرائيل».

وحاول متحدث باسم ولي العهد البريطاني التقليل من أهمية الموضوع، موضحا «أنها رسائل الكترونية داخلية حول زيارة محتملة لمعاونين»، مضيفا أن «أي زيارة لأمير ويلز ستأتي بتوصية من الحكومة». وتابع ان «إسرائيل الآن في مركز عملية السلام في الشرق الأوسط، وهو وضع سياسي شديد الحساسية... ولا وجود لأي اقتراحات بين الآن والعام 2009 بأن يقوم الأمير بزيارة إسرائيل».

وشدد مكتب ولي العهد على أن الأمير تشارلز يقيم علاقات وثيقة مع الجالية اليهودية في بريطانيا، والتقى مؤخرا داليا ايتسيك عندما كانت رئيسة إسرائيل بالوكالة.

وقال هيفيتس للصحيفة إن إسرائيل تقيم علاقات جيدة مع العائلة المالكة، مشيرا إلى أنه لا يزال يأمل بقيام الأمير تشارلز بزيارة رسمية للدولة العبرية.

وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الموضوع أثار عاصفة داخل الجالية اليهودية في بريطانيا، موضحة أن قادة في الجالية انتقدوا رفضه زيارة إسرائيل. وعنونت يديعوت أحرونوت «مساعدو الأمير تشارلز يحاولون إعاقة زيارته إلى إسرائيل».

مصادر
السفير (لبنان)