كشفت تقارير صحافية أميركية عن قيام الولايات المتحدة بإنفاق نحو 100 مليون دولار في السنوات الست الماضية، على برنامج سري لحماية منشآت باكستان النووية. فيما أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الأميركي جون نيغروبونتي، على انه حض الرئيس الباكستاني برويز مشرف على إنهاء حالة الطوارئ، وإطلاق آلاف المعتقلين والالتزام بوعده التخلي عن قيادة الجيش.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأميركية أن المساعدات الأميركية لحماية منشآت باكستان النووية أخفيت في بنود سرية من الميزانية الاتحادية واستخدمت لتمويل تدريب باكستانيين في الولايات المتحدة وبناء مركز تدريب نووي امني في باكستان مازال بعيدا عن طور التشغيل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق كان مشاركا في البرنامج قوله «كل شيء استغرق وقتا أكثر مما كان يجب. (...) وأنت لست متأكداً على الإطلاق مما أنجزته فعلا». وقالت الصحيفة إن الاضطرابات التي وقعت في الآونة الأخيرة والتساؤلات بشأن بقاء مشرف في السلطة أثارت نقاشا داخليا في الإدارة بشأن هذا البرنامج.

وأضافت الصحيفة أن معدات تراوحت بين طائرات مروحية وأجهزة للرؤية الليلية ومعدات كشف نووي سلمت لباكستان لمساعدتها على تأمين مواد خاصة بها ورؤسها الحربية ومعاملها النووية التي كانت «موقع أسوأ حالة انتشار نووي معروفة في العصر الذري».

وقال مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون أن الترسانة النووية الباكستانية آمنة في الوقت الحالي ويقبلون ضمانات باكستان بان الأمن تحسن بشكل كبير على الرغم من إحجام باكستان غالبا عن إعطاء تفصيلات بشأن كيفية أو مكان استخدام المعدات.

وذكرت الصحيفة أنها علمت بجوانب هذا البرنامج السري الأميركي لحماية المنشآت الباكستانية منذ أكثر من ثلاث سنوات من خلال اتصالات مع مسؤولين أميركيين وخبراء نوويين ولكنها امتنعت عن نشر ذلك عندما قالت إدارة الرئيس جورج بوش إن الكشف عنه قد يضر بالجهود الرامية إلى تأمين الأسلحة.

وأشارت الصحيفة إلى أن البرنامج وضع موضع التنفيذ بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 عندما ناقشت واشنطن تزويد باكستان بتكنولوجيا حماية نووية تعرف باسم «أدوات العمل الاختياري» الذي يحمي ضد أسلحة تتفجر من دون ترميز أو إذن مناسب.

غير أن إدارة بوش قررت عدم تزويد باكستان بهذه التكنولوجيا ووافقت بدلا من ذلك على أشكال أخرى من المساعدات. ويمثل المبلغ الذي أنفق على البرنامج النووي السري وهو يقل عن 100 مليون دولار أقل من واحد بالمئة من المساعدات الأميركية المعلنة لباكستان منذ هجمات عام 2001 والتي يقدر حجمها بنحو 10 مليارات دولار.

من جهة أخرى، قال نيغروبونتي في مؤتمر صحافي أمس انه حض الرئيس الباكستاني على إنهاء حالة الطوارئ محذرا من أنها «لا تتلاءم » مع الانتخابات الحرة والنزيهة المقرر إجراؤها بحلول أوائل يناير وستقوضها.

وأضاف انه دعا مشرف أيضا إلى الإفراج عن آلاف المعارضين الذين اعتقلوا وسجنوا وان يلتزم بوعده بالاستقالة من قيادة الجيش. وأضاف: «إذا لم تتخذ هذه الخطوة فإنها ستقوض بالتأكيد قدرة الحكومة على إجراء انتخابات مرضية». وأضاف: «نرحب بإعلان الرئيس مشرف أن الانتخابات ستجري في يناير وهو التزام كرره لي أمس (السبت) بعبارات قاطعة.