أكدت السعودية ومصر كل على حدة، رفضهما لدعوات التطبيع مع “إسرائيل” والاعتراف ب”يهوديتها”. واستبعد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أي تقارب في مستقبل قريب بين السعودية و”إسرائيل”. ومن دون أن يشير مباشرة الى خطاب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” إيهود أولمرت، جدد الفيصل التأكيد أن تطبيعا عربيا مع “إسرائيل” لا يمكن ان يتم قبل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة.

وعدّد سلسلة من الإجراءات التي يجب على “إسرائيل” اتخاذها لإعطاء فرصة للمفاوضات مع الفلسطينيين بعد أنابولس. وقال إنه “من الأساسي ان تطبق “إسرائيل” إجراءات مثل تجميد كل النشاطات الاستيطانية وتفكيك المواقع المتقدمة والإفراج عن الأسرى ووقف بناء الجدار ورفع الحواجز في الأراضي الفلسطينية المحتلة ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني”.

وأضاف إن هذه الإجراءات يجب أن تطبق “بجدية” من أجل نجاح مفاوضات الوضع النهائي. ودعا وزير الخارجية السعودي كذلك إلى تطبيق آلية متابعة لمفاوضات السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين التي يفترض ان تطلق بمناسبة مؤتمر أنابولس. وقال “لا بد من وضع آلية دولية للمتابعة والتقدم في المفاوضات بين الأطراف وتنفيذ التعهدات التي قطعت”.

وأضاف “جئنا لدعم إطلاق محادثات جدية ومتواصلة بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” تتناول كل القضايا الأساسية للوضع النهائي. هذه المفاوضات يجب ان يليها إطلاق المسارين السوري واللبناني في اقرب وقت ممكن”. وقال الفيصل “حان الوقت لكي تضع “إسرائيل” ثقتها في السلام بعدما راهنت على الحرب لعقود من دون نجاح”، مؤكدا انه “يجب على “إسرائيل” والعالم ان يدركا ان السلام والاحتفاظ بأراض عربية محتلة أمران متعارضان ومن المستحيل التوفيق بينهما ولا يمكن أن يتحققا”.

وأكد السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير ان “الفلسطينيين والدول العربية لا يمكنهم القبول” بالحديث عن طابع يهودي لدولة “إسرائيل”. وردا على سؤال حول تعليقه على تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطابه الافتتاحي لمؤتمر أنابولس، قال الجبير إن “الفلسطينيين لا يقبلون ذلك وهناك مليون ونصف المليون فلسطيني” يقيمون داخل “إسرائيل” و”لا يمكن للفلسطينيين ولا للدول العربية الأخرى ان تقبل بقيام دولة على أساس ديني”.

وفي القاهرة، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس ان تطبيع العلاقات العربية مع “إسرائيل” مرتبط بانسحابها إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 796_.

ونقلت وزارة الخارجية المصرية في بيان عن أبو الغيط قوله ان “الجانب العربي سينظر بدقة ويتعامل بحكمة مع مسألة تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” أخذا في الاعتبار ان هذا الموضوع يشكل الفلسفة السياسية وراء مبادرة السلام العربية التي تشترط انسحاب “إسرائيل” من الأراضي العربية المحتلة وتسوية القضية الفلسطينية بكافة عناصرها حتى يتسنى تطبيع العلاقات “الإسرائيلية” مع بقية دول الاقليم العربية”. ووصف أبو الغيط المطالبات “الإسرائيلية” ب”يهودية الدولة” ب “المفتعلة”.

وقال ان “الجميع يعرف ان الأغلبية العظمى من سكان دولة “إسرائيل” هم من اليهود واذا أرادت “إسرائيل” ان تصف نفسها بأنها دولة يهودية فهذا أمر يخصها”.

وأضاف انه “إذا طلبت “إسرائيل” من الجانب الفلسطيني أو العربي أو الدولي ذلك فهذا موضوع يتطلب الحذر حتى يكون هناك حفاظ على الحقوق القانونية والإنسانية والسياسية للعرب” في الداخل الفلسطيني.