أعلن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف الأربعاء إرسال قطع بحرية إلى البحر الأبيض المتوسط في إطار ما أسماه بجهود لاستئناف الدوريات البحرية الروسية في محيطات العالم.

ويأتي إعلان سيرديوكوف خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين كأحدث تحرك روسي نحو توسيع تواجدها العسكري الدولي في إطار استعراضي لتنامي قوتها الاقتصادية والعسكرية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وقال وزير الدفاع الروسي إن القوة البحرية التابعة لأسطول "البحر الأسود و"الأسطول الشمالي"، التي ستنشر في البحر المتوسط، تضم حاملة طائرات وسفينتين مضادتين للصواريخ وأخرى لإعادة التزود بالوقود، بجانب 47 مقاتلة.

وأوضح أن المجموعة البحرية ستقوم بثلاث مناورات تكتيكية، وأردف قائلاً: "المهمة تهدف إلى ضمان تواجد بحري وتأمين الملاحة الروسية."

وكان قائد البحرية الروسية، الأدميرال فلاديمير ماسورين، قد دعا في مطلع العام الحالي إلى استعادة التواجد الروسي الدائم في البحر المتوسط بالإشارة إلى أهميته الإستراتيجية لأسطول البحر الأسود.

وفي وقت سابق من هذا العام أعلن بوتين أن القاذفات طويلة المدى ستستأنف دورياتها في أنحاء العالم وأن القوات النووية طويلة المدى أطلقت صواريخ جديدة على سبيل التجربة.

وأمر الرئيس الروسي في أغسطس/آب بإعادة مهام القاذفات الإستراتيجية طويلة المدى، للتحليق في الأجواء الدولية مرة أخرى، وهي المهام التي كانت قد توقفت بانهيار الاتحاد السوفيتي.

وقال إن توقف مهام القاذفات طويلة المدى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، قد أضر بالأمن القومي لروسيا، فيما واصلت دول أخرى القيام بمهام مماثلة، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وأضاف الرئيس الروسي: "قررت استئناف تحليق الطيران الإستراتيجي على أساس دائم، واليوم 17 أغسطس/ آب حلقت من 7 مطارات روسية، تقع في مختلف مناطق روسيا، 14 طائرة من حاملات الصواريخ الإستراتيجية، وطائرات الدعم اللوجستي."

وأوضح أن روسيا أوقفت من جانبها رحلات القاذفات الإستراتيجية في المناطق البعيدة، خارج الأراضي الروسية، منذ العام 1992، ولكنه استدرك قائلاً: " ولكن للأسف لم يحذو الجميع حذونا."

وعلى صعيد روسي مواز، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ردود الولايات المتحدة الرسمية على المقترحات الخاصة بمنظومة الصواريخ الدفاعية الأمريكية ووصفها بأنها مخيبة للآمال.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو الأربعاء إن روسيا انتظرت لمدة 6 أسابيع الردود الخطية التي ذكرها وزيرا خارجية ودفاع الولايات المتحدة في لقائهما مع نظيريهما الروسيين في موسكو في وقت سابق.

وكان الرئيس الروسي قد أكد مراراً رفضه القاطع نشر منظومة الصواريخ الدفاعية الأمريكية في شرقي أوروبا، قائلاً إنها "تشكل تهديداً أمنياً" لبلاده، رغم تأكيدات من جانب واشنطن، بأن الدرع الصاروخي يهدف لمواجهة تهديدات محتملة من "أنظمة مارقة" كإيران وكوريا الشمالية.

وقدم بوتين خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي، أوائل يوليو/ تموز الماضي، بدائل روسية، وصفها بوش، بالأفكار "المبتكرة"، إلا أنه شدد على أن نشر صواريخ اعتراضية في بولندا وإقامة نظام رادار في جمهورية التشيك، يدخل في إطار البرنامج الدفاعي.

واقترح الرئيس الروسي تحديث محطة "غابالا" في أذربيجان، وإشراك المزيد من الدول الأوروبية في عملية اتخاذ القرار حول المنظومة الدفاعية، وإمكانية إنشاء قاعدة رادار جديدة للإنذار المبكر في جنوبي روسيا.