حدث واتجاه...إقليمي

جيل جديد من المقاومة الفلسطينية يعيش مخاض الولادة بينما تلفظ أنفاسها حلقة الأوهام في ميدان التفاوض الذي يفتتح على مأزق الوضع النهائي بين الفريقين الفلسطيني والإسرائيلي بعد سبع سنوات من التوقف.
المستعمرات الصهيونية تحت القصف وكذلك تجمعات المعسكرات وحشود جيش الاحتلال ووحداته التي تقوم بعمليات الاجتياح على موجات متتالية في قطاع غزة المحتل.

الموقف الإسرائيلي واضح و لا يحتاج إلى تكهنات في جميع موضوعات الوضع النهائي وهو مبني على رفض تقديم أي التزامات و على أولوية التعاون الأمني من جانب السلطة الفلسطينية و أجهزتها في مطاردة المقاومة بجميع فصائلها و ناشطيها وهذا الأمر بالذات شكل خلفية الثورة الفتحاوية الغاضبة على سلام فياض ومجموعته ناهيك عن استشراء الفساد والمحسوبيات التي تمثل مرضا مزمنا يهدد بتبدد الحقنة الوحيدة التي يستعد الأميركيون لإعطائها للسلطة التي لا يريد الإسرائيليون أن يقدموا لها حتى الاعتبار المعنوي، فقد بات لقاء باريس المالي المنتظر هو المحطة العملية الوحيدة التي قد تجلب بعض المساعدات المشروطة والتي ستوضع عملية ضخها كالعادة تحت الرقابة الإسرائيلية التي سرعان ما تتحول إلى وسيلة ضغط سياسية.

الخبر السعيد الذي تداوله الفلسطينيون وهم يدفنون شهداءهم أمس كان عن سديروت التي استقال رئيس بلديتها لعجز الجيش الإسرائيلي عن منع تساقط الصواريخ ، و قد تواصلت استعدادات الفصائل المقاتلة لمواجهة عملية اجتياح محتملة بينما تستمر العقوبات الجماعية التي يفرضها الاحتلال على القطاع ، وكوة الضوء السياسية فتحها تنشيط التحركات والاتصالات التي تجري بشأن استئناف الحوار الفلسطيني الداخلي وقد تزايدت المؤشرات بهذا الخصوص مؤخرا.

الصحف العالمية والعربية

*كتب فلينت لفريت وهيلاري مان لفريت مقالا نشرته خدمة "نيويورك تايمز" اعتبرا فيه انه مع صدور "تقييم الاستخبارات القومية" المتعلق بالملف النووي الإيراني، راح الديمقراطيون وآخرون ينتقدون الرئيس جورج بوش مرة أخرى لتضخيمه التهديد المتعلق بالأسلحة النووية. وإذا كان هذا النقد مبررا فإنه لا يعالج السؤال الأساسي التالي: ما الذي يجب علينا القيام به الآن؟. واعتبر الكاتبان انه بالتأكيد لا تستطيع الولايات المتحدة أن تتجاهل إيران. فطهران ربما تكون قد أوقفت برنامجها النووي، لكنها مستمرة في إتقان تخصيب اليورانيوم، مع غياب أي حدود متفق عليها. وإيران في موقع جيد كي تسهل أو تعرقل تحقق الأهداف الأميركية في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط ككل. ولفت الكاتبان إلى انه منذ وفاة آية الله الخميني عام 1989، ظلت سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران لا تخدم المصالح الأميركية. ولن يؤدي الاستمرار في عدم احترام المصالح الشرعية الإيرانية أو سياسة التدرج في التواصل معها، إلى تحسين الوضع. فعلى المدى البعيد، سيكون الدرس الحقيقي من "تقييم الاستخبارات القومية" الجديد هو أننا بحاجة إلى مراجعة شاملة لسياستنا تجاه إيران.

*قالت صحيفة البيان في افتتاحيتها انه من جديد يعود شبح الاغتيالات ليخيّم على لبنان. مسلسل التفخيخ والتفجير استأنف دورته. هذه المرة استهدف العميد فرانسوا الحاج قائد العمليات في الجيش اللبناني؛ وبجريرته سقط عدد من المواطنين. المكان الذي وقعت فيه العملية، على مقربة من وزارة الدفاع ومقرّ القيادة؛ يحمل اختياره أكثر من رسالة. ولفتت الصحيفة إلى أن التوقيت يحمل، هو الآخر، رسائل كثيرة. لكن أشد خطورة. المؤكد أن الاستهدافات متعددة. والوضع الهش والسريع العطب يساعد على تحقيق التفجير لأغراضه. أو على الأقل هو يساعد في زيادة إرباك وتأزيم الوضع؛ المأزوم والمحتقن أصلاً. وكأن هموم الأزمة السياسية ـ الرئاسية المتسربل بها لبنان، لا تكفيه.

*كتب فلاديمير سادافوي مقالا نشرته بعض الصحف العربية اعتبر فيه أن حدة الأزمة داخل الاتحاد الأوروبي تتصاعد بسبب العلاقات بين دول أوروبا وروسيا، هذه العلاقات التي ترى بعض دول أوروبا وخاصة الكبيرة منها مثل ألمانيا وهولندا وإيطاليا وأسبانيا وأيضا فرنسا أنها هامة للغاية بالنسبة لمصالحها الخاصة وأهم بكثير من الارتباطات داخل الاتحاد الأوروبي. وأشار الكاتب إلى أن الأزمات تتصاعد بين روسيا والأوروبيين، والدول الأوروبية الصغيرة مستمرة في استفزازاتها لروسيا بهدف كسب رضاء واشنطن، بينما الدول الكبيرة بين مطرقة مصالحها المباشرة مع روسيا وسندان الضغوط الأميركية، والموقف العام يبدو في صالح روسيا التي باتت أقل حاجة للأوربيين الذين أصبحوا أكثر حاجة لها لمصادر الطاقة الواردة منها. وخلص الكاتب الى انه لا يوجد هناك ما يجبر روسيا على تقديم أية تنازلات ولا الخضوع لأية شروط، بينما يجب على الأوروبيين إذا أرادوا تحقيق مصالحهم أن يقرروا بالتحديد أين هي مصالحهم ويتجهون إليها.

*تساءلت صحيفة الخليج في افتتاحيتها ما الذي يجنيه هؤلاء الذين يزرعون الموت والدمار بتفجيراتهم التي تستهدف المدنيين في الجزائر، أو في أي بلد عربي آخر، سوى التلذذ برؤية الدماء تنزف ودخان الخراب يتصاعد إضافة إلى دموع أطفال فقدوا ذويهم أو أهالٍ فقدوا أبناءَهُم، وكذلك سماع صراخ المصابين الذين تصطادهم التفجيرات في الشارع أو المدرسة أو المنزل؟. وأشارت الصحيفة إلى انه من الواجب التعاطي بحزم مع هذه الظواهر من خلال محاصرتها ليس أمنياً فقط، بل فكرياً وروحياً وعلمياً وعملياً وقطع الطريق أمام استغلالها بعض المشكلات والأزمات الداخلية أو الخارجية، لأن بعضها يتغذى منها وعليها من أجل الاستمرار في محاولة الترويج للباطل الذي تمشي عليه. ولفتت الصحيفة إلى ان التعاون العربي مطلوب بإلحاح في هذا الشأن، لعل المجتمعات العربية تنعم بقليل من الهدوء والاستقرار للتفرغ بالتالي من أجل التنمية والتطوير والتغيير والإصلاح، بما يواكب العصر وموجباته، وأن يكون ذلك نتيجة حاجة ذاتية وفعل ذاتي مصدره الداخل، لا ما يروج له من الخارج لغايات أخرى.

*كتب عز الدين الدرويش مقالا نشرته صحيفة تشرين السورية قال فيه إن التغيرات متلاحقة في المنطقة، ويمكن رؤيتها بسهولة، والتأسيس عليها، والعودة إلى ما قبلها، ومن ثم أخذ العبر منها. واعتبر الكاتب أن أكثر ما يبرز على هذا الصعيد ما يخص القضايا الأساسية، بدءاً من فلسطين، إلى العراق ولبنان، وهي القضايا الأكثر سخونة واهتماماً، والأكثر إمكانية للقول: إن الأمور عادت فيها إلى نقطة البداية. ولفت الكاتب إلى أن سورية ظلت على موقفها ورؤيتها والكل يعرفها، فدعت الإدارة الأميركية إلى الحوار بدل العنجهية، والى الواقعية بدل الارتجالية، في كل ما يتعلق بالمنطقة وقضاياها، وقالت بصوت عال: إن الاحتلال هو سبب كل المشكلات في العراق، وأن لا سلام واستقرار حقيقيين في المنطقة دون السلام العادل القائم على الانسحاب الإسرائيلي من كامل الأراضي المحتلة، وأن التوافق اللبناني أساس حل المشكلة اللبنانية. ‏

*قالت صحيفة الوطن السعودية في افتتاحيتها انه من الواضح أن حجم استهداف الجمهورية اللبنانية ليس بسيطاً. فبعد عمليات عرقلة واضحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية عقب شغور منصب الرئاسة الشهر الماضي، جاء أمس اغتيال العميد فرانسوا الحاج وهو المرشح ليكون قائدا للجيش اللبناني إذا انتخب قائده الحالي ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية، ليعكس مدى قدرة الأصابع المجرمة في تدوير الأحداث وفق مصالحها الذاتية. وليظل لبنان لعبة في أيدي القوى الخارجية. ولفتت الصحيفة إلى أن كل شيء سلبي تم تجريبه في لبنان ولم يتبق سوى إطلاق الحرب الأهلية - لا سمح الله - مرة أخرى. وإذا انجر اللبنانيون إليها فلا قوى إقليمية أو دولية ستنقذهم من وحل الدماء، حتى بعد 15 سنة مثلما فعلت الحرب السابقة، لأن البيئة الدولية والإقليمية تتسم بالتناقض والصراع وليس التوافق والائتلاف.

حوارات فضائية:

*قناة الجزيرة. البرنامج "ما وراء الخبر".

*قال الكاتب والمحلل السياسي سجعان قزي ان المسّ بالجيش اللبناني هو المسّ بكل لبنان وكل مواطن، معتبراً أن أسباب اغتيال العميد فرانسوا الحاج تعود إلى البطولات التي سطّرها آخرها ما حصّل في مخيّم نهر البارد. ولفت قزي الى ان هناك طرفاً لا يريد وصول العماد سليمان إلى سدّة الرئاسة.

*اعتبر الكاتب نصري الصايغ في البرنامج نفسه انه إذا لم تستمر المساعي فإنّ الجريمة نُفّذتْ لعرقلة العماد ميشال سليمان إلى كرسي الرئاسة، مشيراً إلى أن القوى السياسية في لبنان تستطيع أن تكون مكمّلة لخطواتها السابقة بمعزل عن الجريمة.

حدث و اتجاه... لبناني

تركز الاهتمام اللبناني على تداعيات جريمة اغتيال العميد فرنسوا الحاج مدير عمليات الجيش والمرشح لقيادة الجيش بعد انتخاب العماد ميشال سليمان إلى الرئاسة الأولى ، وقد ردت دوائر سياسية بارزة الارتباك السياسي الذي ظهر في الواقع اللبناني بعد عملية الاغتيال إلى ورود احتمال أن تكون الجهة المنفذة للجريمة على صلة بفصول حرب البارد ن وهو احتمال تضعه جهات التحقيق في مقدمة الفرضيات ، مما قد يعني إلحاحا أميركيا وغربيا على استعجال التسوية عبر الاستجابة لمطالب جوهرية في مبادرة العماد عون الذي بدا أمس في نعيه للعميد الحاج متأثرا وترك انطباعات عميقة لدى الرأي العام بفداحة الخسارة اللاحقة بهم وبجيشهم وبمدى مسؤولية الموالاة وحكومة السنيورة عن حلقة القتل المتمادية والتي لم يتعاملا معها بغير الاتهامات الجاهزة ، التي أحجم معظم قادة الموالاة أمس عن تكرارها كالمعتاد باستثناء بعض الحالات الهامشية وغير المعبرة تمثيليا عن أوزان سياسية .

أما في مجال استئناف الاتصالات والمشاورات حول الاستحقاق الرئاسي في المهلة الباقية دستوريا من العام الحالي فالمعلومات المتداولة تشير إلى تحرك بطيء لاحتمالات العودة إلى حوار بين الموالاة والمعارضة مع إمكانية " تلقف المعارضة لمحاورين جدد " على حد تعبير الرئيس نبيه بري في رده المقتضب على تصريحات النائب وليد جنبلاط الداعية إلى التوافق .
ما يمكن تسجيله من علامات فارقة في الساعات الأربع والعشرين الماضية من مؤشرات:

1-تماسك شعبي حول الجيش وحالة من الاستنفار والتمسك بالهوية الوطنية والعقيدة القتالية داخل المؤسسة العسكرية عبر عنها العماد سليمان بعد الجريمة مباشرة.

2-تأكيد المعارضة بوضوح لإصرارها على التوافق السياسي وعلى منع أي مناورة تهدف إلى تحويل انتخاب قائد الجيش لفصل جديد من المأزق و ليس بداية للحل الإنقاذي.

3-عدم وضوح الموقفين الفرنسي والسعودي على الرغم من ورود معلومات في الصحف عن تحركات من الرياض و باريس لحث النائب الحريري على التجاوب مع اشتراط العماد ميشال عون لرئيس حكومة توافقي من خارج تيار المستقبل.

4-تهديدات حكومة السنيورة تحولت إلى ظاهرة صوتية نتيجة دخولها في حساب ردود الفعل المحتملة على الشروع بممارسة صلاحيات الرئاسة الأولى كما هدد بعض الوزراء سابقا أو القيام بخطوات سياسية أكثر استفزازا عبر تعيين وزراء بدلا من المستقيلين أو خلفا للشيخ بيار الجميل.

5-ظهور المعادلات الجديدة في مجلس الأمن والتي لا تسمح بمواصلة الرهان على استحضار البيانات والقرارات وفقا للغة التي غطت فصولا سابقة من التدخل الأميركي والغربي في لبنان وهو ما شكل إحدى خلفيات اللهجة الجديدة التي اعتمدها بعض الموالين مؤخرا.

6-دعوة الرئيس بري للموالين إلى الحوار مباشرة مع العماد ميشال عون في رسالة حول تماسك المعارضة وتفاهمها خلافا للصورة التي عملت بعض وسائل الإعلام الموالية على رسمها مؤخرا.

الصحف اللبنانية:

*طغت جريمة اغتيال العميد فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش اللبناني على ما عداها من أحداث حيث أعطيت الحيز الأكبر من التحليلات ربطا بالظرف السياسي المعقد الذي يعيشه لبنان منذ فترة لم يستطع معه انجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني والمرشح الأساسي له "بالتوافق" قائد الجيش العماد ميشال سليمان الرئيس العسكري للمغدور. وفي هذا السياق رأت صحيفة النهار أن جريمة اغتيال الحاج تعد سابقة إرهابية ومجموعة رسائل أمنية وسياسية محتملة برزت دفعة واحدة مشيرة الى ان السابقة تمثلت في تطور نوعي خطر للعمليات الارهابية في السلسلة التي شملت حتى البارحة نحو 20 تفجيراً واغتيالاً ومحاولة اغتيال وهو انها جريمة الاغتيال الأولى التي استهدفت قائداً عسكرياً رفيعاً بعدما استهدفت الاغتيالات السابقة زعماء ونواباً وسياسيين وصحافيين. في حين وتمثل الوجه الآخر الخطر لهذه السابقة في استهداف أحد أبرز المرشحين لخلافة قائد الجيش العماد ميشال سليمان في رأس الهرم العسكري في حال انتخاب الاخير رئيساً للجمهورية.

وقالت الصحيفة أن الجريمة قد شكلت على المستوى الأمني، اختراقاً لمنطقة تتسم برمزية عسكرية وسياسية كبيرة، وتضم مراكز وثكناً عسكرية ومقر وزارة الدفاع والقصر الجمهوري، واستهدفت واحداً من ابرز الاركان الكبار في الهرمية العسكرية اضطلع بدور قيادي متقدم جداً في معركة نهر البارد. أما صحيفة الأخبار فرأت أن الجريمة أحدثت صدمة في صفوف الموالاة والمعارضة، مشيرة إلى المواقف التي صدرت جاءت لتدعو إلى تسوية سريعة أبرزها قول النائب وليد جنبلاط إن "من مصلحة المعارضة ومصلحتنا أن ننقذ الاستحقاق الرئاسي بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية".

وقالت الصحيفة أن الرئيس نبيه بري أشاد بموقف جنبلاط، وقال: "كفى التسلل والتهرب بعضنا من بعض. وإنني باسم المعارضة أقول إنها على أتم الاستعداد لتلقف أصوات عالية المسؤولية كصوت الأستاذ وليد جنبلاط ومحاورين جدد أيضاً". وفي تفاصيل الجريمة، نقلت الصحيفة عن مصادر واسعة الاطلاع إن الأنظار اتجهت صوب جهات عدة، في مقدمها مجموعات تابعة لحركة فتح - الإسلام التي اعترف موقوفون منها بأن لائحة الضباط الذين كانوا ينوون اغتيالهم رداً على أحداث نهر البارد تتضمن أسماءً عدة، أبرزها قائد الجيش، ومدير المخابرات العميد جورج خوري، إضافة إلى العميد الشهيد. ولفتت المصادر إلى أن طريقة تنفيذ الجريمة تشبه تماماً عملية اغتيال النائب جبران تويني وعملية تفجير الوحدة الإسبانية في القوات الدولية في الجنوب. وقالت المصادر إنه جُمع الكثير من المعلومات من مسرح الجريمة ومن صور لكاميرات مثبتة في المكان، وتردد أنه جرى توقيف شابين على ذمة التحقيق.

أخبار المرئي في لبنان:

*اعتبر اغتيال العميد فرانسوا الحاج، مدير العمليات في الجيش اللبنانية، الموضوع الأبرز الذي ركزت عليه مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية، فقالت قناة المنار إن فرنسوا الحاج رمح كسر شهيداً في سبيل لبنان على هدي العقيدة القتالية للجيش في مقاومة العدو الإسرائيلي وتحقيق الأمن والاستقرار الداخلي. ضربت يد الغدر في صباح دام فرانسوا الحاج، الضابط اللامع والشديد الاستقامة والقائد المتوقع على خطى أسلافه، وفي شخصه وتاريخه ومستقبله من المواصفات، وخاصة موقفه من إسرائيل وهو ابن الجنوب المنتصر، ورفضه للتقسيم والتقسيمين ملتزماً خيارات الجيش الوطنية، ما يحتمل اعتبار اغتياله هدفاً بحد ذاته، وان تضمنت الجريمة الكثير من الرسائل وباتجاهات عدة في ظرف سياسي بالغ التعقيد محلياً وإقليمياً.

ورأت قناة الجديد NTV أن اغتيال العميد الحاج يرمي على السلطة مسؤولية تحمل العبء ولو مرة واحدة، والضرب بيد من فولاذ عند كل المفارق الحاسمة، وعدم الركون إلى الاستمتاع بالسلطة المزدوجة فخامة ودولة من دون تعقّب الفاعلين أو التساهل في إطلاق سراح المشتبه فيهم، لأن الدولة ما عادت تحتمل انهياراً امنياً يوازي انهيارها السياسي، وكفى نسق لاتهامات عبثية والدوران في حلقة سوريا المفرغة، وحان الوقت لأن يكون السبع سبعاً وإلا فالمكان يتسّع لآخرين أكثر بحثاً عن جرائم منتصف النهار وأول الصباح وعند مفارق الطرق الآمنة.

واعتبرت الشبكة الوطنية للإرسال NBN انه مجدداً يخضع لبنان للاختبار الصعب وهذه المرة يد الإجرام امتدت إلى مكان مؤلم جداً مستهدفة المؤسسة العسكرية الأم التي أثبتت بما لا يقبل الشك أنها الضمانة الوحيدة لحماية هذا الوطن. فاستحقت تحلّق اللبنانيين حول قيادتها وقائدها وترشيحها لقيادة البلاد في الظروف الصعبة التي تعيشها. انطلاقاً من هذا المُعطى يصبح الهدف واضحاً من اغتيال العميد الركن فرنسوا الحاج، الذي كان احد ابرز المرشحين لخلافة العماد ميشال سليمان في قيادة الجيش. وتساءلت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) ما الذي قتل فرنسوا الحاج؟ انتصاره على الإرهاب قبل ثلاثة أشهر، أم انكسار الحل الرئاسي قبل أيام؟ سؤال قد تكون إجابته مبكرة، لكنها تبقى ضرورية وفاءً لحق الشهادة وقدسية الشهيد الذاهب مع صباح بعبدا إلى ابد الحق. وقالت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC إن الرسالة الأولى أن يد الإرهاب قادرة وطويلة وتصل إلى حيث لا يتوقع احد. الرسالة الثانية أن لا فئة فوق رأسها خيمة، فبعد فئات الرؤساء والوزراء والنواب والسياسيين والصحفيين وصلت هذه اليد إلى المؤسسة العسكرية لتضرب قرب الرأس وقرب موقع القيادة، واختيار العميد فرنسوا الحاج بالذات هو إنذار ما قبل الأخير لقائد الجيش الذي أصبح رئيساً للجمهورية مع وقف التنفيذ، والمعوقات بدأت تتراكم من الذرائع الدستورية الى ذراع الإرهاب.

ونقلت قناة المستقبل عن النائب سعد الحريري اعتباره الجريمة محاولة لتكريس الفراغ، والبطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير أمل ألا تتأخر الانتخابات الرئاسية لان البلد لم يعد يحتمل المزيد، أما القيادات المسيحية في قوى الرابع عشر من آذار أدانت الجريمة وأكدت دعمها للعماد ميشال سليمان مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية وشكلت لجنة متابعة مهمتها الاتصال بكل القيادات المحلية والدولية والاستمرار في سياسة اليد الممدودة من اجل التوصل إلى التوافق.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.