أجرى الرئيس الأميركي جورج بوش محادثات في الكويت أمس مع الأمير الشيخ صباح الأحمد والحكومة الكويتية، ذكرت مصادر مطلعة أنها تناولت قضايا المنطقة، خصوصا عملية السلام بين العرب واسرائيل وأمن الخليج، في ظل ما يعتبره الأميركيون تهديداً إيرانياً. وانتقل بوش من تل ابيب الى الكويت، بعد زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية استمرت يومين تركزت على المسار الفلسطيني وايران.

وتناولت محادثات الرئيس الاميركي في الكويت تعزيز العلاقات القوية بين الجانبين، فيما ذكر أن الكويتيين سيطلبون منه الافراج عن أربعة من مواطنيهم لا يزالون محتجزين في سجن غوانتانامو، وسبق له ان وعد بالنظر في أمرهم، في حين قالت مصادر إعلامية كويتية أن وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح سيقوم قريباً بزيارة لإيران، ما يؤشر الى احتمال لعب الكويت دوراً في التخفيف من التوتر بين واشنطن وطهران.

ووصل بوش الى الكويت عصر أمس في زيارته التي تستغرق 24 ساعة برفقة كل من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ورئيس أركان الجيش الأميركي جوشوا بولتن ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، وبدأ فور وصوله جلسة محادثات مع الشيخ صباح. وسيقوم اليوم بتفقد القوات الأميركية في معسكر «عريفجان» الذي يبعد 70 كيلومتراً جنوب العاصمة الكويتية، حيث يوجد مقر قيادة القوات البرية الأميركية في الشرق الأوسط، ويلقي كلمة امام الجنود.

وفي تصريحات على متن الطائرة الرئاسية، قالت رايس ان المحادثات في الكويت ستتركز الآن على «التهديدات التي رأيناها في الخليج، ومشكلة التطرف، سواء كان من تنظيم القاعدة او من ايران وأذرعها مثل حزب الله والتيار في حركة حماس المدعوم من طهران». واضافت ان «الرئيس سيوضح بشدة ان الولايات المتحدة جادة تماما في التزاماتها تجاه حلفائها في المنطقة».

وتردد أن بوش سيلتقي في الكويت السفير الأميركي في العراق ريان كروكر وقادة عسكريين ميدانيين. وتوقع بوش في مقابلة مع محطة تلفزيون «ان بي سي» أمس ان يكون للولايات المتحدة وجود طويل الأمد في العراق قد يستمر «بسهولة» عشر سنوات، لكن بناء على طلب الحكومة العراقية.

كما تم ترتيب لقاء خاص بين الرئيس بوش وبين عدد من الناشطات السياسيات الكويتيات في مبنى السفارة الأميركية اليوم. وكانت واشنطن حضت الكويت بقوة على تعزيز الدور السياسي للمرأة، وهو ما أثمر مرسوماً أميرياً بذلك وافق عليه مجلس الأمة العام 2005.

وارتبطت الكويت منذ 1991 باتفاقية تعاون دفاعي مع الولايات المتحدة، وفي 2003 كانت أراضيها المنطلق الرئيسي لعملية «تحرير العراق» التي قادتها القوات الأميركية وأسقطت نظام صدام حسين. ولا يزال نحو 26 ألف جندي أميركي في الكويت في قواعد وثكنات صحراوية يقدمون الدعم اللوجستي المطلوب لنحو ربع مليون من جنود التحالف الغربي في العراق وأفغانستان. وفي العام 2006 أعلنت واشنطن الكويت «حليفاً رئيسياً خارج حلف شمال الاطلسي»، وهي صفة تعطي الكويت أولوية في الحصول على السلاح المتطور مع مزايا مالية وسياسية. وسعت إدارة بوش إلى بيع الكويت أسلحة أخرى ضمن مشروع لبيع اسلحة الى عدد من دول المنطقة بقيمة عشرين بليون دولار، لمواجهة ما تعتبره واشنطن تهديداً إيرانياً ومن قوى متطرفة لاستقرار المنطقة، وأعلن قبل أسبوعين عن صفقة صواريخ موجهة بالليزر للكويت بقيمة 328 مليون دولار.

وفي أبو ظبي، التي ينتقل بوش اليها غدا، قال وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد ان بلاده والولايات المتحدة «شريكان في مكافحة الارهاب». وأضاف «نرحب بهذه الزيارة التاريخية للرئيس بوش والتي هي اول زيارة لرئيس اميركي لدولة الامارات خلال ولايته». وذكر ان الامارات تعتبر أكبر شريك اقتصادي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط حيث تجاوز التبادل التجاري بين البلدين 13 بليون دولار في 2006.

وفي طهران (أ ف ب)، حض حجة الاسلام أحمد خاتمي في خطبة الجمعة القادة العرب على النأي بنفسهم عن الرئيس الاميركي، وقال «نأمل ان تتمتع دول عربية بالحكمة لعدم ربط مصيرها برئيس يثير الشفقة... سينتهي بعد عام».

وفي البحرين، نظم عشرات من ناشطي المعارضة تظاهرتين صغيرتين امام مكتب الامم المتحدة في المنامة وفي قرية الدراز احتجاجا على الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)