السياسون يفسدون الفن . وهذه المرة يحاولون"تلويث"الصورة الجميلة للفنانة الكبيرة فيروز ، فيمارسون عليها شكلا من اشكال الوصاية . هم يطالبونها بعدم الذهاب الى سوريا وتقديم مسرحية"صح النوم"بمناسبة اختيار دمشق عاصمة ثقافية.

الدعوات من بعض الاطراف اللبنانية ومن سياسيين وكتاب بحجة وجود حساسيات بين البلدين او بين فئة سياسية وعاصمة الامويين.

هم يريدون المس بمقام السيدة والفنانة وسفيرة لبنان والعرب الى النجوم وجارة القمر وصاحبة اجمل صوت في العالم.

لماذا السعي لمنع فيروز من لقاء جمهورها العربي في سوريا بعد سنوات من الغياب ؟ لماذا هذه القسوة على فيروز وعلى محبي صوتها ممن عاشت اغانيها على ضفاف قلوبهم؟ فيروز مثل ام كلثوم مثل نجاة الصغيرة مثل عبد الحليم مثل فاتن حمامة ومثل كل الفنانين الذين منحونا الفرح عبر عشرات السنوات.

وهي اكبر من كل الخلافات ، بل انها الجامعة"الغنائية" العربية التي وحدت الناس من المحيط الى الخليج. ولا يزال صوتها يعيش في وجدان الملايين ، وكذلك اعمالها المسرحية والاذاعية والسينمائية. وكما استمتعنا بعرضها لـ"صح النوم"قبل اسابيع في عمّان ، فمن حق الاخوة في سوريا وكل الوطن العربي ان ترى وتسمع فيروز فالمناسبة لا تحتمل الغياب. وعلى السياسيين ان ينأوا عن"جارة القمر" ويدعونا نستمتع بروعة فنها واعمالها ، وبخاصة وان صاحبة"زهرة المدائن" تغني للبلدان وليس للزعماء.

فيروز.. ايتها الرائعة قولي لا.

ولا تستمعي لكلام امراء الحرب وتجار الفرقة الذين عادوا الى لبنان ببدلات انيقة وربطات عنق باريسية وامريكية.

فيروز اذهبي الى دمشق وغني : شآم أهلك أحبابي وموعدنا اواخر الصيف ان الكرم يعتصر،

مصادر
الدستور (الأردن)