قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لصحيفة تايمز أمس إنه متحمس جدا لقضية السلام في الشرق الأوسط، معربا عن أمله في إنجازه أواخر هذا العام.
وأضاف "أعتقد أن المنطقة تمر بمرحلة تحول". أما إلى أين؟ فيجيب عنها قائلا "يمكن أن تذهب المنطقة إلى أحد مصيرين: الأول أن تنتصر فيها قوى الثقافة والسياسة والحداثة وتزدهر اقتصاديا".
أما المصير الثاني من وجهة نظر بلير الذي يمثل مجموعة الرباعية للسلام بالشرق الأوسط، فيكمن في وقوع المنطقة أسيرة الوجهة الخاطئة من الإسلام وتحولها إلى مصدر تهديد للعالم.
إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي سيشكل دفعة قوية لقوى الحداثة "وسيكون عملا رمزيا كبيرا" لا يقتصر على الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل بين الإسلام وأصحاب الديانات المختلفة من الغربيين.
وأكد بلير أن أهم شيء بالنسبة للسلام في العالم هو إيجاد حل لهذا الصراع.
ودحضا للشكوك في إمكان حل هذه القضية مع نهاية هذا العام، قال بلير "هذه الاتفاقية يمكن إنجازها هذا العام".
ويعتقد بلير أن الإستراتيجية الحالية تجاه قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل خاطئة، موضحا أن "لدى حماس إستراتيجية ذكية، ولهذا السبب دأبت على القول بأهمية تبني إستراتيجية ذكية في المقابل تساعد الشعب وتعزل المتطرفين، وتوضح الحقيقة القائلة إن الوضع سيتغير كليا إذا ما توقفت صواريخ القسام التي تستهدف البلدات الإسرائيلية".
صحيفة تايمز تقول إن رئيس الوزراء السابق لم يعد يملك جيوشا ولا مسؤولين يعملون تحت إمرته، ولكن بحوزته صندوق حرب يحتوي على 7.7 مليارات دولار بانتظار إنفاقها على إعادة البناء في فلسطين وإنعاش اقتصادها.
هذه الأموال قد تكون سلاحا فعالا ضد حماس -بحسب تايمز- ولكن الأمر يتوقف على سماح إسرائيل بالإنفاق على المشاريع واستعدادها لرفع الحصار عن غزة. والأمر ينطبق على الضفة الغربية حيث يصر بلير على أن الاقتصاد المحلي يظهر مؤشرات على التعافي، ولكن القيود الأمنية الإسرائيلية تحول دون السفر والتبادل التجاري.
وربطت الصحيفة نجاح بلير في مهمته ببقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قويا في منصبه حتى يستطيع أن يقدم تنازلات للفلسطينيين.
ولكن بلير يرى أن بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو أهم عامل في التوصل إلى سلام، موضحا أن الطريقة الوحيدة لذلك هي إحداث تغيير على أرض الواقع يبدد مخاوف الإسرائيليين الأمنية ويشعر الفلسطينيين بأن الاحتلال زائل.
وتعليقا على مدى قدرة الرئيس الأميركي جورج بوش فيما بقى من ولايته على تحقيق شيء، قال بلير "لست قلقا من ذلك لأن بوش يحظى بشعبية في إسرائيل، ثم إنني توصلت إلى اتفاقية أيرلندا الشمالية الأشهر الأخيرة من ولايتي".